فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢١٠
ومن شعره * سقيت كاس الهوى علا على نهل * فلا تزدني كأس اللوم والعذل * نأى الحبيب فبي من نأيه حرق * لو لامست جبلا هدت قوى الجبل * * ولو تطلبت سلوانا لزدت هوى * وقد تزيد رسوبا نهضة الوحل * * عفت رسومي فعج نحوي لتندبني * فالجسم غب زيال الحب كالطلل * * صحوت ثمن قهوة تنفى الهموم بها * لكنني ثمل من طرفه الثمل * * أصب * (النفس ضعنه وهي قائلة * مالي بعادية الأشواق من قبل * * كمميتة وحياة ذقت طعمهما * مذ وقت طعم النوى لليأسوالأمل * * والنفس إن خاطرت في غمرة وألت * منها وإن خاطرت في الوجد لم تئل * * لها دروع تقيها من سهام يد * فهل دروع تقيها أسهم المقل * * فانظر إليه تر الأقمار في قمر * وانظر إلي تر العشاق في رجل * * بأي أمر سأنجو من هوى رشأ * في جفنه سحر هاروت وسيف علي * * إذا رمى لحظه بالسحر قال له * قلبي أعد لا رماك الله بالشلل * * إن خفت روعة هجران الحبيب فقد * أمنت في حبه من روعة العذل * 69 ابن عز القضاة إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الواحد بن أبي اليمن فخر الدين المعروف بابن عز القضاة كان في أول أمره كاتبا أديبا خدم في جهات كبار وله دخول على الملك الناصر صاحب حلب مع الشعراء وأهل حضرته فملا أن جفل الناس من الشام إلى مصر أيام التتار توجه إلى مصر وعاد بصورة عظيمة من الزهد والإعراض عن الدنيا ولازم كتب الشيخ محيي الدين بن العربي نسخ منها جملة وواظب زيارة قبره واشتهر بالخير واعتقد الناس فيه
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»