فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢١٤
71 الملك المؤيد صاحب حماة إسماعيل بن علي الإمام العالم الفاضل السلطان الملك المؤيد عماد الدين أبو الفدا بن الأفضل بن الملك المظفر بن الملك المنصور صاحب حماة مات في الكهولة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة كان أميرا بدمشق وخدم الملك الناصر لما كان بالكرك وبالغ في ذلك فوعده بحماة ووفى له بذلك وأعطاه حماة لما أمر لأسندمر بحلب بعد موت نائبها قبجق وجعله سلطانا يفعل فيه ما يشاء من إقطاع وغيره ليس لأحد من الدولة بمصر من نائب ووزير معه حكم وأركبه في القاهرة بشعار الملك وأبهة السلطنة ومشى الأمراء والناس في خدمته حتى الأمير سيف الدين أغرون النائب وقام له القاضي كريم الدين بكل ما يحتاج إليه في ذلك المهم من التشاريف والإنعامات على وجوه الدولة وغيره ولقبوه الملك الصالح ثم بعد قليل لقبوه الملك المؤيد وكان كل سنة يتوجه إلى مصر بأنواع من الخيل والرقيق والجواهر وسائر الأصناف الغريبة هذا إلى ما هو مستمر طول السنة مما يهديه من التحف والطرف وتقدم السلطان الملك الناصر إلى نوابه بأن يكتبوا إليه يقبل الأرض وكان الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى يكتب إليه يقبل الأرض بالمقام العالي الشريف المولوي السلطاني الملكي المؤيدي العمادي وفي العنوان صاحب حماة ويكتب إليه السلطان أخوه محمد بن قلاوون أعز الله أنصار المقام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي العمادي بلا مولوى وكان الملك المؤيد فيه مكارم وفضيلة تامة من فقه وطب وحكمة وغير ذلك وأجود ما كان يعرفه علم الهيئة لأنه أتقنه وإن كان قد شارك في سائر العوم مشاركة جيدة وكان محبا لأهل العلم مقربا لهم أوي إليه أمين الدين الأبهري وأقام عنده ورتب له ما يكفيه وكان قد رتب لجمال الدين محمد بن نباتة كل
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»