* وعصبة لما توسطتهم * صارت علي الأرض كالخاتم * * كأنهم من بعد إفهامهم * لم يخرجوا بعد إلى العالم * * يضحك إبليس سرورا بهم * لأنهم عار على آدم * * كأنني بينهم جالس * من سوء ما شاهدت في مأتم * فلما عدنا إلى البيت قلت له يا أبه أبياتك متناقضة ولكن قد علمت في معناها * لا تصلح الدنيا ولا تستوي * غلا بكم يا بقر العالم * * من قال للحرث خلقتم فلم * يكذب عليكم لا ولا يأثم * * ما أنتم عار على آدم * لأنكم غير بني آدم * 3 (الإفليلي)) إبراهيم بن محمد بن زكرياء بن مفرج بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص أبو القاسم الزهري الإفليلي القرطبي وإفليل قرية بالشام كان من أهل النحو واللغة وله معرفة تامة بالكلام على معاني الشعر وشرح ديوان أبي الطيب وشرحه مشهور روى عن أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي كتاب الأمالي لأبي علي القالي وكان متصدرا بالأندلس لإقراء الأدب وولي الوزارة للمكتفي بالله بالأندلس وكان أشد الناس انتقادا للكلام صادق اللهجة حسن الغيب صافي الضمير عني بكتب جمة كالغريب المصنف والألفاظ وغيرهما وولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة وتوفي سنة إحدى وأربعين وأربع مائة ودفن في صحن مسجد خرب عند باب عامر بقرطبة وإفليل بالفاء واللامين على وزن إقليد حكي عنه بإسناد أنه) قال كان شيوخنا من أهل الأدب يتعالمون بالحرف إذا كتب عليه صح بصاد وحاء أن ذلك علامة لصحة الحرف لئلا يتوهم متوهم عليه خللا ولا نقصا فوضع حرف كامل على حرف صحيح وإذا كان عليه صاد ممدودة دون حاء كان علامة أن الحرف سقيم إذ وضع عليه حرف غير تام ليدل نقص الحرف على اختلال الحرف ويسمى ذلك الحرف أيضا ضبة أي أن الحرف مقفل بها لم يتجه لقراءة كما أن الضبة مقفل بها قال ياقوت وهذا الكلام عليه طلاوة من يغر فائدة تامة وإنما قصدوا بكتبهم على الحرف صح أنه كان شاكا في صحة اللفظة فلما صحت له بالبحث خشي أن يعاوده الشك فكتب عليها صح ليزول شكه فيما بعد ويعلم هو أنه لم يكتب صح إلا قد انقضى اجتهاده في تصحيحها وأما الضبة التي صورتها ص فإنما هو نصف صح كتبته على شيء فيه شك ليبحث عنه فيما يستأنفه فإذا صحت له أتمها بحاء فيصير صح ولو علم عليها
(٧٦)