الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٧٣
* قالوا أضر بنا السحاب بوكفه * لما رأوه لمقلتي يحكي) * (لا تعجبوا مما ترون فإنما * هذي السماء لرحمتي تبكي * ومنه قوله * ما دمية في مرمر صورت * وظبية في خمر عاطف * * أحسن منها يوم قالت لنا * والدمع من مقلتها ذارف * * لأنت أحلى من لذيذ الكرى * ومن أمان ناله خائف * ومنه قول * أأخي إن أخاك مذ فارقته * شوقا إليك فؤاده يتقطع * * يشكو جفاءك معلنا بلسانه * وفؤاده من خوف غدرك يوجع * * ويقول معتذرا إلى من لامه * إن الشقيق بسوء ظن مولع * * اسلم وكن لي كيف شئت على النوى * مهما فعلت فلست ممن يقطع * ومنه قوله * يا قلب أنت وطرفي * شغلي ودائي وحتفي * * موتا فلا كان إلف * يعين في قتل إلف * * هذا فعالي بنفسي * أخذت حتفي بكفي * أنا الضعيف على الهجر فارحموا ذل ضعفي * من ضعف ركني أني * ليث فريسة خشف * توفي إبراهيم بن المدبر ببغداذ سنة تسع وسبعين ومائتين وولد سنة إحدى عشرة ومائتين 3 (ابن المهدي)) إبراهيم بن محمد أبو إسحاق أمير المؤمنين المبارك ابن المهدي العباسي الأسود الملقب بالتنين لسمنه وكان فصيحا مفوها بارع الأدب والشعر بارعا إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى وأمه اسمها شكلة روى عن المبارك بن فضالة وحماد بن يحيى الأبح ولي إمرة دمشق سنتين ثم أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق وبويع بالخلافة زمن المأمون وقاتل ابن سهل وهزمه إبراهيم فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم زمانا حتى ظفر به المأمون وحديثه في ذلك مشهور فعفا عنه وأورد صاحب الأغاني وغيره من ذلك جملة وكان أسود حالكا عظيم الجثة لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا) أجود شعرا ولد سنة اثنتين وستين ومائة وتوفي رحمه الله في شهر رمضان سنة
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»