ربع وعشرين ومائتين وكان قد غلب على بغداذ والكوفة والسواد فلما قارب المأمون العراق ضعف أمر إبراهيم وركب بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر وصلى بالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون ثم انصرف من الصلاة وأطعم الناس بقصر الرصافة ثم استتر وانقضى أمره وظفر به المأمون سنة عشر وعفا عنه وبقي مكرما إلى أن مات ويقال إنه ما اجتمع غناء أخ وأخت أحسن من إبراهيم وأخته علية ابني المهدي وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة قائمة وكان سبب ولايته الخلافة أن المأمون لما كان بخراسان جعل ولي عهده علي بن موسى بن علي الرضي فشق ذلك على العباسيين ببغداذ وبايعوا إبراهيم ولقبوه المبارك لخمس بقين من ذي الحجة سنة إحدى ومائتين وبايعه العباسيون في الباطن ثم بايعه أهل بغداذ في أول يوم من المحرم سنة اثنتين وأظهروا ذلك وصعد المنبر ثم إن إبراهيم اختفى لذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين ونظم فيه دعبل الخزاعي * نفر ابن شكلة بالعراق وأهله * فهفا إليه كل أطلس مائق * * إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق * * ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل * ولتصلحن من بعده للمارق * * أنى يكون وليس ذاك بكائن * يرث الخلافة فاسق عن فاسق * ولما ظفر المأمون به شاور فيه أحمد بن أبي خالد الوزير الأحول فقال يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء وإن عفوت فما لك نظير وقال إبراهيم قال لي المأمون وقد دخلت عليه بعد العفو عني أنت الخليفة الأسود فقلت يا أمير المؤمنين أنا الذي مننت عليه بالعفو وقد قال عبد بني الحسحاس * أشعار عبد بني الحسحاس قمن له * عند الفخار مقام الأصل والورق * * إن كنت عبدا فنفسي حرة كرما * أو أسود اللون إني أبيض الخلق * فقال لي يا عم أخرجك الهزل إلى الجد وأنشد ليس يزري السواد بالرجل الشهم ولا بالفتى الأديب الأريب * إن يكن للسواد فيك نصيب * فبياض الأخلاق منك نصيبي *) ومن شعر إبراهيم بن المهدي * لي وقت أيام سأبلغها * معلومة فإذا انقضت مت * * لو ساورتني الأسد ضارية * لسلمت ما لم يأتني الوقت * وله الأبيات التي نظمها في استتاره وهي يضرب بها المثل للشيء إذا أخلق فيقال غنى بصوت ابن شكلة والأبيات
(٧٤)