الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٣١
قالوا نعم أخذها وإلا ردها وكان واسع البذل يعود المرضى ويشهد الجنائز وفيه طولة روح على تفهيم الطلاب وثناء على فضائلهم وسعي لهم في حوائجهم وحج مرات وكان لطيف المزاج نحيفا أبيض حلو الصورة رقيق البشرة معتدل القامة قليل الغذاء) جدا يديم التنقل بالخيار شنبر ليذهب يبسه وربما انزعج في المناظرة وله مسائل يشذ فيها مغمورة في بحر علمه كنظرائه من العلماء خرج له الشيخ صلاح الدين العلائي وغيره وحدث بالصحيحين وقرأ عليه الشيخ شمس الدين مشيخة ابن عبد الدائم ولي الخطابة بالجامع الأموي بعد عمه شرف الدين وعزل نفسه بد شهر وغضب لما بلغه أنهم سعوا في أخذ البادرائية عنه ولما توفي ابن صصرى طلب للقضاء فامتنع وألحوا عليه فصمم وكان يخالف الشيخ تقي الدين في مسائل ومع ذلك فما تهاجرا ولا تقاطعا بل كان كل منهما يحترم الآخر ولما توفي ابن تيمية استرجع وشيع جنازته وأثنى عليه وكان فيه رفق ورحمة يكره الفتن ولا يدخل فيها وله جلالة ووقع في النفوس وكانت جنازته مشهودة توفي في سنة تسع وعشرين وسبع مائة ودفن عند والده بمقابر باب الصغير 3 (النقاش)) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل أبو إسحاق النقاش من بيت القضاء والعدالة وأهل بيته يعرفون ببيت الشطوي ولد بدمشق ونشأ بها ودخل بغداذ في صباه واستوطنها وله كلام على لسان أهل الحقيقة وصنف كتابا كبيرا فيما نظمه وكان ينقش في النحاس قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه شيئا من شعره وكان شيخا حسن السمت طيب الأخلاق محمود الأفعال يرجع إلى صلاح وديانة أنشدني لنفسه في منزله بدرب شماس * وكم من هوى ليلى قتيل صبابة * ومجنونها المعري بها العلم الفرد * * وما كل من ذاق الهوى تاه صبوة * ولا كل من رام اللقا حثه الوجد * * وللحب في البلوى شروط عزيزة * يقوم بها في حلبة الوله الأسد * وأنشدني لنفسه أيضا * ومن لم يبت والدمع مسهر جفنه * إذا ضحك الباكون أصبح باكيا * * وكيف ينام الليل من طعم الهوى * وما انفك مهجورا فما كان ساليا * * وعن وجده تروي بلابل قلبه * أحاديث من أمسي لظى الحب صاليا * توفي سنة أربع وعشرين وست مائة ودفن بالشونيزية 3 (التنوخي الحنفي)) ) إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»