* هتفت سحيرا والربى * للقطر رافعة الجفون * * فكأنها صاغت على * شجوي شجى تلك اللحون * * ذكرني عهدا مضى * للأنس منقطع القرين * 3 (أبو إسحاق الشيرازي الشافعي)) إبراهيم بن علي بن يوسف الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الفيروزآبادي شيخ الشافعية في زمانه لقبه جمال الدين تفقه بشيراز على أبي عبد الله البيضاوي وعلى أبي أحمد عبد الوهاب بن رامين وقدم البصرة فأخذ عن الجزري ودخل بغداذ في شوال سنة خمس عشرة وأربع مائة فلازم القاضي أبا الطيب وصحبه وبرع في الفقه حتى ناب عن ابن الطيب ورتبه معيدا في حلقته وصار أنظر أهل زمانه وكان يضرب به المثل في الفصاحة وسمع من أبي علي ابن شاذان وأبي الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي وأبي بكر اليرقاني وغيرهم وحدث ببغداذ همذان ونيسابور روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو الوليد الباجي والحميدي وجماعة حكى عنه أنه قال كنت نائما ببغداذ فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر فقلت يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار فأريد أن أسمع منك خبرا أتشرف به في الدنيا وأجعله ذخيرة للآخرة فقال يا شيخ وسماني يا شيخ) وخاطبني به وكان يفرح بهذا ثم قال قل عني من أراد السلامة فليطلبها في سلامة غيره رواها السمعاني عن أبي القاسم حيدر بن محمود الشيرازي بمرو وأنه سمع ذلك من أبي إسحاق صنف المهذب والتنبيه يقال إن فيه اثنتي عشرة ألف مسألة ما وضع فيه مسألة حتى توضأ وصلى ركعتين وسأل الله أن ينفع المشتغل به وقيل ذلك إنما هو في المهذب وصنف اللمع في أصول الفقه وشرح اللمع والمعونة في الجدل والملخص في أصول الفقه وكان في غاية من الدين والروع والتشدد في الدين ولما بنى نظام الملك المدرسة النظامية ببغداذ سأله أن يتولاها فلم يفعل فولاها لأبي نصر بن الصباغ صاحب الشامل مدة يسيرة ثم أجاب إلى ذلك فتولاها ولم يزل بها إلى أن مات ليلة الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة وقيل الأولى سنة ست وسبعين وأربع مائة ببغداذ ودفن من الغد بباب أبرز ومولده بفيروزاباد سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة ورثاه أبو القاسم بن ناقيا بقوله * أجرى المدامع بالدم المهراق * خطب أقام قيامة الآماق * * ما لليالي لا تؤلف شملها * بعد ابن بجدتها أبي إسحاق *
(٤٢)