الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٣٥
3 (الوزان النحوي)) إبراهيم بن عثمان القيرواني النحوي أبو القاسم الوزان شيخ تلك الديار في النحو واللغة كان ذا صدق وتضلع من العلوم قال القفطي حفظ كتاب العين للخليل بن أحمد والمصنف الغريب لأبي عبيد وإصلاح المنطق لابن السكيت وكتاب سيبويه وأشياء كثيرة حتى قال فيه بعضهم لو قيل إنه أعلم من المبرد وثعلب لصدق القائل وكان يستخرج من العربية ما لم يستخرجه أحد وكان عجبا في استخراج المعمى وله تصانيف كثيرة في النحو ولم يكن مجيدا في الشعر وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين وثلاث مائة 3 (الغزي أبو إسحاق الشاعر)) إبراهيم بن عثمان بن محمد أبو إسحاق وقيل أبو مدين الكلبي الغزي الشاعر المشهور أحد فضلاء الدهر ومن سار ذكره بالشعر الجيد تنقل في البلدان ومدح الأعيان وهجا جماعة ودور في الجبال وخراسان وسمع الحديث بدمشق من الفقيه نصر المقدسي سنة إحدى وثمانين وأربع مائة ورحل إلى بغداذ وأقام بالمدرسة النظامية سنين كثيرة ومدح ورثى بها غير واحد من المدرسين بها وغيرهم ثم رحل إلى خراسان وامتدح رؤساءها وانتشر شرعه هناك وذكره محب الدين ابن النجار وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وذكره العماد الكاتب في الخريدة ولد الغزي بغزة الساحل في سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وتوفي سنة أربع وعشرين وخمس مائة وكان قد خرج من مرو إلى بلخ فمات في الطريق وحمل إلى بلخ فدفن بها وحكي عنه أنه كان يقول لما حضرته الوفاة أرجو أن يغفر لي ربي لثلاثة أشياء كوني من بدل الإمام الشافعي وأني شيخ كبير وأني غريب رحمه الله وحقق رجاءه ومن شعره * من آلة الدست لم يعط الوزير سوى * تحريك لحيته في حال إيماء * * فهو الوزير ولا زر يشد به * مثل العروض لها بحر بلا ماء * ومنه * قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة * باب الدواعي والبواعث مغلق) * (خلت الديار فلا كريم يرتجى * منه النوال ولا مليح يعشق * * ومن الرزية أنه لا يشترى * ويخان فيه مع الكساد ويسرق * قلت ما أحسن قول شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الحموي * وأغن أصدق في صفات جماله * لكن وعد وصاله لا يصدق *
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»