الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٣٦
* راجعت فيه الشعر كهلا بعدما * باينته ولماء وجهي رونق * * ولئن فقدت به كريما يرتجى * فلقد وجدت به مليحا يعشق * ومنه * أمط عن الدرر الزهر اليواقيتا * واجعل لحج تلاقينا مواقيتا * فثغرك اللؤلؤ المبيض لا الحجر المسود لاثمه يطوي السباريتا * قابلت بالشنب الأجفان مبتسما * فطاح عن ناظريك السحر منكوتا * * فكان فوك اليد البيضاء جاء بها * موسى وجفناك هاروتا وماروتا * * جمعت ضدين كان الجمع بينهما * لكل جمع من الألباب تشتيتا * * جسما من الماء مشروبا لأعيننا * يضم قلبا من الأحجار منحوتا * * ونشر ذكراك أذكى الطيب رائحة * ونور وجهك رد البدر مبهوتا * * فضحت بالغيد الغزلان ملتفتا * ولم يكن عن حماك الأسد ملفوتا * * عذرت طيفك في هجري وقلت له * لو استطعت إلينا في الكرى جينا * ومنه * عجبت لعين أروت السفح بالسفح * وقلت لها شحي فقال الجوى سحي * * ومن ليلة دهماء فازت بغرة * من البدر لم ترزق حجولا من الصبح * * كأن صغار الشهب فوق ظلامها * لآلئ غواص نثرن على مسح * * كأن السهى جسمي فليس بشاهد * ولا غائب من شدة السقم البرح * * كأن سهيلا رعدة وتباعدا * غريق جبان يدعي قوة السبح * * كأن الدجا يخشى فرار نجومه * فقد سد ألقام الأساليب بالملح * ومنه قوله * في روضة قرن النهار نجومها * بسنا ذكاء فزادهن توقدا) * (وانجر فوق غديرها ذيل الصبا * سحرا فأصبحت الصفيحة مبردا * * وكأنما كمد الغيوم يسرها * وبكاؤهن اليوم يضحكها غدا * ومنه قوله * حل الهوى بمكان الروح من جسدي * فكيف يدركه ما جال في خلدي * * أم كيف أنعته والحب مختلف * كالبحر متصف بالدر والزبد *
(٣٦)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»