الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٨٢
الوزير ابن مقلة محمد بن علي بن الحسن بن مقلة الوزير أبو علي صاحب الخط المنسوب ولي بعض أعمال فارس وتنقلت به الأعمال والأحوال حتى وزر للمقتدر سنة ست عشرة فقبض عليه بعد عامين وعاقبه وصادره ونفاه إلى فارس ثم استوزره القاهر بالله ونكبه ثم وزر للراضي قليلا وأمسكه سنة أربع وعشرين وضرب بالسياط وعلق وصودر وأخذ خطه بألف ألف دينار ثم تخلص ثم إن ابن رائق المقدم ذكره لما تمكن احتاط على ضياعه وأملاكه فكتب ابن مقلة إلى الراضي أنه إن مكن من ابن رائق خلص منه ثلاثة آلاف ألف دينار فأجابه فلما حضر إليه حبسه واطلع ابن رائق على الخبر فقطع يده وحبسه فندم الراضي وداواه فكان ينوح ويبكي على يده ويقول كتبت بها القرآن وخدمت بها الخلفاء تقطع مثل اللصوص وكان يشد القلم على يده ويكتب فأخذ يراسل الراضي ويطمعه في الأموال فلما قرب بحكم أحد خواص ابن رائق من بغداد أمر ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع ولحقه ذرب ومات في السجن سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ومولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين وقال أبو الحسن ثابت بن قرة الطبيب كنت إدخل إليه السجن فيشكو إلي فأعزيه وأقول هذا انتهاء المكروه وخاتمة القطوع فينشدني * إذا ما مات بعضك فابك بعضا * فإن البعض من بعض قريب * ومن شعره في يده ما سئمت الحياة لكن توثقت بأيمانهم فبانت يميني * بعت ديني لهم بدنياي حتى * حرموني دنياهم بعد ديني * * ولقد حطت ما استطعت بجهدي * حفظ أرواحهم فما حفظوني * * ليس بعد اليمين لذة عيش * يا حياتي بانت يميني فبيني *) ومن شعره * وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة * في شامخ من عزه المتنع * * قالت لي النفس العروف بقدرها * ما كان أولاني بهذا الموضع * ومن شعره لست ذا ذلة إذا عضني الدهر ولا شامخا إذا واتاني أنا نارق في مرتقى نفس الحاسد ماء جار مع الإخوان وابن مقلة هذا أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة وممن مدحه من الشعراء ابن الرومي الشاعر وله فيه قصيدة التي منها
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»