الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٨٤
الطنبوري وصفه مخارق للمأمون وهو بدمشق فخرج إليه وهو حدث وغناه ولم يزل يغني للخلفاء واحدا إلى خلافة المستعين وربما تجاوز ذلك وقال * إن الإمام المستعين بريه * غيث يعم الأرض بالبركات * وقال * وأخص منك وقد عرفت محبتي * بالصد والإعراض والهجران * * وإذا شكوتك لم أجد لي مسعدا * ورميت فيما قلت بالبهتان * وله كتاب المغني المجيد وأخبار الطنبوريين القفال الكبير الشاشي محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الفقيه الشافعي إمام عصره كان فقيها محدثا أصوليا لغويا شاعرا لم يكن بما وراء النهر مثله في وقته للشافعية رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور وسار في ذكره في البلاد وصنف في الأصول والفروع وسمع ابن خزيمة ومحمد بن جرير وعبد الله المدائني ومحمد بن محمد الباغندي وأبا القاسم البغوي وأبا عروبة الحراني وطبقتهم وقال أبو إسحاق في الطبقات توفي سنة ست وثلاثين وهو وهم ولعله تصحف عليه ثلاثين بستين فإن الصحيح وفاته سنة خمس وستين وثلاث مائة لأن الحاكم والسمعاني ورخاه في هذه) السنة مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين وقال أبو غسحاق أنه درس على ابن سريج فلم يلحقه لأنه رحل من الشاش إليه سنة تسع وثلاث مائة وابن سريج مات سنة ست وثلاث مائة وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله شرح الرسالة وكتاب في أصول الفقه وعنه انتشر مذهب الشافعي في بلاده وهو صاحب وجه في المذهب ومن غرائب وجوهه ما نقله عنه الشيخ محيي الدين في الروضة أن المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعذر المرض وأنه استحب أن الكبير يعق عن نفسه وقد قال الشافعي لا يعق عن كبير وروى عنه الحاكم وابن منده وغيرهما وابنه القاسم هو مصنف التقريب الذي نقل عنه صاحب النهاية والوسيط والبسيط وقد ذكره الغزالي في الباب الثاني من كتاب الرهن لكنه قال أبو القاسم وهو غلط وصوابه القاسم وقال العجلي في شرح مشكلات الوجيز والوسيط في الباب الثالث من كتاب التيمم أن صاحب التقريب هو أبو بكر القفال وقيل أنه ابنه القاسم فلهذا يقال صاحب التقريب على الإبهام قال القاضي شمس الدين ابن خلكان رحمه الله ثم رأيت في شوال من سنة خمس وست مائة في خزانة الكتب بالمدرسة العادلية بدمشق كتاب
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»