* كذا قضى الله للأقلام مذ بريت * أن السيوف لها مذ أرهفت خدم * وفيه قال الشاعر * وقالوا العزل للوزراء حيض * لحاه الله من حيض بغيض * * ولكن الوزير أبا علي * من اللائي يئسن من المحيض * ومن العجائب أن الوزير ابن مقلة تقلد الوزارة ثلاث مرات وسافر في عمره ثلاث مرات واحدة إلى الموصل واثنتين في النفي إلى شيراز ودفن بعد موته ثلاث مرات في ثلاثة مواضع ومن شعره * أحببت شكوى العين من أجلها * لأنها تستر وجدي بها * * كنت إذا أرسلت لي دمعة * قال أناس ذاك من حبها * * فصرت أبكي الآن مسترسلا * أحيل بالدمع على سكبها * وقال بعضهم يرثيه * استشعر الكتاب فقدك سالفا * وقضت بصحة ذلك الأيام * * فلذاك سودت الدوي كآبة * أسفا عليك وشقت الأقلام * ومات في السجن وله ستون سنة وباشر الأعمال وهو ابن ست عشرة سنة وكان لا بد أن يشرب بعد صلاة الجمعة ويصطبح يوم السبت ويشترى له كل جمعة فاكهة بخمس مائة دينار أبو بكر الكتاني الصوفي محمد بن علي بن جعفر أبو بكر الكتاني) أصله من بغداد وجاور بمكة حتى مات بها سنة اثنتين وثلاث مائة كان من خيار مشايخ الصوفية وأحد الأئمة المشار إليهم في علوم الحقائق والزهد والعبادة قال المرتعش الكتاني سراج الحرم وقال السلمي ختم الكتاني في الطواف اثني عشر ألف ختمة استأذن أمه في الحج فأذنت له فلما دخل البادية أصاب ثوبه بول فقال هذا خلل فعاد إلى بيته وإذا أمه جالسة خلف الباب فقال ما هذافقالت اعتقدت مع الله تعالى أن لا أبرح من هذا المكان حتى تعود وقال رأيت في منامي حوراء ما رأيت في الدنيا أحسن منها فقلت زوجيني نفسك فقالت اخطبني من سيدي فقلت ما مهركفقالت حبس النفس عن مأولفاتها توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة أبو حشيشة الطنبوري محمد بن علي بن أبي أمية الكاتب وكنيته أبو حشيشة
(٨٣)