المعتزلي صاحب المصنفات كان من فحول المعتزلة فصيحا متفننا حلو العبارة بليغا صنف المعتمد في أصول الفقه وهو كبير وكتاب صلح الأدلة في مجلدين وغرر الأدلة في مجلد وشرح الأصول الخمسة وكتاب الإمامة وكتابا في أصول الدين اعتزالا وتنبه الفضلاء بكتبه واعترفوا بحذقه وذكائه قال الخطيب كان يروي حديثا واحدا حدثنيه من حفظه أنا هلال بن محمد أنا الغلابي وأبو مسلم الكجي ومحمد بن أحمد بن خالد الزريقي ومحمد بن حيانم المازني وأبو خليفة قالوا حدثنا القعنبي حديث إذا لم تستحي فاصنع ما شئت قلت وهذا الحديث كأنه من خواص المعتزلة فإن جماعة من كبارهم لم يكن عندهم رواية حديث غيره وقد تقدم منهم وقال ابن خلكان إن الإمام فخر الدين أخذ كتابه المحصول في الفقه من كتاب المعتمد لأبي الحسين قلت وقد سمعت الشيخ الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن تيمية غير مرة يقول أصول فقه المعتزلة خير من أصول فقه الأشاعرة وأصول دين الأشاعرة خير من أصول دين المعتزلة وتوفي سنة ست وثلاثين وأربع مائة وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيرمي ودفن في) مقبرة الشونيزي محمد بن أبي علي أصله من مدينة صليبة بأرض الفرات ودخل إفريقية يافعا وبها تأدب وهو شاعر قال ابن رشيق في حقه لا يمدح ولا يهجو ثقة وإكبارا وأورد له قوله في الشمع بأبي مسعدات ذي الوجد في الليلة يأبى الصباح فيها الطلوعا أشبهتني لونا وحرقة أحشاء وتسهيد مقلة ودموعا ولحيني بقيت حيا وأفنين فيا ليتنا فنينا جميعا وقوله * لا تخدعن عن البيوت وأهلها * فلها من الحق الحري الأوجب * * فلقد رأيت من البيوت عجائبا * والدهر يأتي بالعجيب ويغرب * * بيت تسير به الركاب فيفتدى * فرحا يسر السامعين فيطرب * * وترى سواه بالحريق ملظيا * يسم الوجوه فنورها يتنهب * * كقيامة قامت فهذا محسن * يحيى وهذا في الجحيم يعذب * ابن كاتب إبراهيم محمد بن علي بن أحمد الأزدي المعروف بابن كاتب إبراهيم ذكره ابن رشيق في الأنموذج وأورد له * إني إذا خان الخليل تركته * وصرمت بالهجران حبل وصاله *
(٩٣)