مشهور وقد جمع لهما كتاب يسمى النقائض وهو من الكتب المشهورة وكان جرير قد هجاه بقصيدته الرائية التي من جملتها (وكنت إذا حللت بدار قوم * ظعنت بخزية وتركت عارا) فاتفق بعد ذلك أن الفرزدق نزل بامرأة من أهل المدينة وجرى له معها قضية يطول شرحها وخلاصة الأمر أنه راودها عن نفسها بعد أن كانت قد أضافته وأحسنت إليه فامتنعت عليه فبلغ الخبرعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو يومئذ والي المدينة فأمر بإخراجه من المدينة فلما أخرج وأركبوه ناقته ليسفروه قال قاتل الله ابن المراغة يعني جريرا كأنه شاهد هذا الحال حيث قال وكنت إذا حللت بدار قوم... وأنشد البيت المذكور وشهد الفرزدق عند بعض القضاة شهادة فقال له قد أجزنا شهادتك ثم قال لأصحاب القضية زيدونا في الشهود فقيل للفرزدق حين انفصل عن مجلس القاضي إنه لم يجز شهادتك فقال وما يمنعه من ذلك وقد قذفت ألف محصنة ومن شعره المشهور قوله وهو مقيم بالمدينة (هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره) (فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره) (فقلت ارفعا الأسباب لا يشعروا بنا * وأقبلت في أعجاز ليل أبادره) (أحاذر بوابين قد وكلا بنا * وأسود من ساج تصر مسامره) فلما بلغت جريرا الأبيات عمل من جملة قصيدة طويلة (لقد ولدت أم الفرزدق فاجرا * فجاءت بوزواز قصير القوادم)
(٩٠)