وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٨٩
فأعرض سليمان عنه كالمغضب فقال نصيب يا أمير المؤمنين ألا أنشدك في رويها ما لعله لا يتضع عنها قال هات فأنشده (أقول لركب صادرين لقيتهم * قفا ذات أوشال ومولاك قارب) (قفوا خبروني عن سليمان إنني * لمعروفه من أهل ودان طالب) (فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله * ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب) فقال سليمان للفرزدق كيف تراه فقال هو أشعر أهل جلدته ثم قام وهو يقول (وخير الشعر أشرفه رجالا * وشر الشعر ما قال العبيد) (308) وكان نصيب عبدا أسود لرجل من أهل وادي القرى فكاتب على نفسه ومدح عبد العزيز بن مروان فاشترى ولاءه وكنيته أبو الحجناء وقيل أبو محجن وللفرزدق في مفاخر أبيه أشياء كثيرة (309) وأما جده صعصعة بن ناجية فإنه كان عظيم القدر في الجاهلية واشترى ثلاثين موءودة منهن بنت لقيس بن عاصم المنقري وفي ذلك يقول الفرزدق يفتخر به (وجدي الذي منع الوائدات * وأحيا الوئيد فلم يوأد) وهو أول من أسلم من أجداد الفرزدق وقد ذكره في كتاب الاستيعاب في جملة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وقد اختلف العلماء أهل المعرفة بالشعر في الفرزدق وجرير والمفاضلة بينهما والأكثرون على أن جريرا أشعر منه وكان بينهما من المهاجاة والمعاداة ما هو
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»