(فإن يفعلوا أصدم عليا بجبهة * تفت عليه كل رطب ويآبس) (وإني لأرجو خير ما نال نائل * وما أنا من ملك العراق بآيس) قلت الترهات بضم التاء المثناة من فوقها وتشديد الراء وبعد الهاء والألف تاء ثانية والبسابس بفتح الباء الموحدة وبعدها سين مهملة وبعد الألف باء ثانية مكسورة ثم سين ثانية وهي الباطل وأصل الترهات الطرق الصغار غير الجادة تتشعب عنها الواحدة ترهة فارسي معرب ثم استعير في الباطل فقيل الترهات البسابس والجبهة الخيل والجبهة الجماعة من الناس أيضا فكأنه قال أصدره بالخيل والرجال والباقي معروف لا حاجة إلى تفسيره (353) ورأيت بخط بعض أهل هذا الفن أن عمرو بن الليث لما أسر ملك بعده بلاد فارس حفيده طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث المذكور لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر سنة ثمان وثمانين ومائتين ثم قبض عليه غلام جده سبك السبكري في سنة ست وتسعين ومائتين ومعه أخوه يعقوب بن محمد وبعث بهما إلى مدينة السلام (354) ثم ولي بعده الليث بن علي بن الليث وهو ابن أخي يعقوب وعمرو بن الليث المذكورين كان تغلب على بلاد سجستان في سنة ست وتسعين ومائتين وجرى بين سبك السبكري وطاهر بن محمد المذكور ما جرى واستقرت البلاد بيد السبكري فاستخلف الليث المذكور على سجستان أخاه المعدل بن الليث وسار إلى بلاد فارس فهرب السبكري منه يطلب من الخليفة النجدة فجرد المقتدر بالله الجيوش في شهر رمضان سنة ست وتسعين وقدم عليها مؤنسا المظفر وبدرا الكبير والحسين بن حمدان والتقوا مع الليث بن علي فانهزم جيشه وأسر هو وأخوه محمد وابنه إسماعيل وعاد مؤنس إلى بغداد ومعه الأسرى في المحرم سنة سبع وتسعين وشهر الليث بن علي على الفيل وولي المعدل ابن علي بن الليث على سجستان فسار إليه أحمد بن إسماعيل الساماني في خلق كثير من الفارس والراجل فأخذ منه البلاد ثم ملك سبك السبكري الصفار مدة ثم حمل معه محمد بن علي بن الليث إلى بغداد وانقضى أمر الصفارية والله أعلم
(٤٣٢)