وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٨٧
فلما كان اليوم الثالث عقر غالب ثلاثا فعقر سحيم ثلاثا فلما كان اليوم الرابع عقر غالب مائة ناقة فلم يكن عند سحيم هذا القدر فلم يعقر شيئا وأسرها في نفسه فلما انقضت المجاعة ودخل الناس الكوفة قال بنو رياح لسحيم جررت علينا عار الدهر هلا نحرت مثل ما نحر وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين فاعتذر بأن إبله كانت غائبة وعقر ثلاثمائة ناقة وقال للناس شأنكم والأكل وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاستفتي في حل الأكل منها فقضى بحرمتها وقال هذه ذبحت لغير مأكلة ولم يكن المقصود منها إلا المفاخرة والمباهاة فألقيت لحومها على كناسة الكوفة فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم وهي قصة مشهورة وعمل فيها الشعراء أشعارا كثيرة فمن ذلك قول جرير يهجو الفرزدق وهو بيت تستشهد به النحاة في كتبهم وهو من جملة قصيدة (تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا) ومن ذلك قول المحل أخي بني قطن بن نهشل (وقد سرني أن لا تعد مجاشع * من المجد إلا عقر ناب بصوأر) وكان غالب المذكور أعور (307) وسحيم المذكور هو ابن وثيل بن عمرو بن جوين بن وهيب بن حميري الشاعر الذي يقول (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني)
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»