فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٩٢
واليا. فقال له شريح بن هانئ الحارثي: اتق الله وقاتل هؤلاء القوم. فإنك إن فعلت ما تريد أن تفعله أوهنت الاسلام بهذا الثغر، وكنت قد فررت من الموت الذي إليه مصيرك. فاقتتلوا، وحمل شريح فقتل. وقاتل الناس فأفلتوا وهم مجهودون، وسلكوا مفازة بست، فهلك كثير من الناس عطشا وجوعا. ومات عبيد الله بن أبي بكرة كمدا لما نال الناس وأصابهم.
ويقال إنه اشتكى أذنه فمات. واستخلف على الناس ابنه أبا بردعة.
ثم إن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث خلع وخرج إلى سجستان مخالفا لعبد الملك بن مروان (ص 399) والحجاج: فهادن رتبيل وصار إليه.
ثم إن رتبيل أسلمه خوفا من الحجاج. وذلك أنه كتب إليه يتوعده فألقى نفسه فوق؟ بل، ويقال من فوق سطح، وسقط معه الذي كان يحفظه، وكان قد سلسل نفسه معه فمات. فأتى الحجاج برأسه، فصالح الحجاج رتبيل على أن لا يغزوه سبع سنين، ويقال تسع سنين، على أن يؤدى بعد ذلك في كل سنة ألف درهم عروضا. فلما انقضت السنون ولى الحجاج الأشهب بن بشر الكلبي سجستان، فعاسر رتبيل في العروض التي أداها. فكتب إلى الحجاج يشكوه إليه فعزله الحجاج.
977 - قالوا: ثم لما ولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان وسجستان في أيام الوليد بن عبد الملك، ولى أخاه عمرو بن مسلم سجستان. فطلب الصلح من رتبيل دراهم مدرهمة. فذكر أنه لا يمكنه إلا ما كان فارق عليه الحجاج من العروض. فكتب عمرو بذلك إلى قتيبة. فسار قتيبة إلى سجستان.
فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل إليه: إنا لم نخلع يدا من الطاعة، وإنما فارقتمونا
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 » »»
الفهرست