فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤١٥
وفتح يزيد الرويان ودنباوند على مال وثياب وآنية.
ثم مضى إلى جرجان وقد غدر أهلها وقتلوا خليفته، وقدم أمامه جهم بن زحر بن قيس الجعفي. فدخل المدينة وأهلها غارون وغافلون، ووفاه ابن المهلب فقتل خلقا من أهلها وسبى ذراريهم، وصلب من قتل عن يمين الطريق ويساره. واستخلف عليها جهما، فوضع الجزية والخراج على أهلها وثقلت وطأته عليهم.
840 - قالوا: ولم تزل أهل طبرستان يؤدون الصلح مرة ويمتنعون من أدائه أخرى فيحاربون ويسالمون. فلما كانت أيام مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم غدروا ونقضوا، حتى إذا استخلف أبو العباس أمير المؤمنين وجه إليهم عامله فصالحوه. ثم إنهم نقضوا وغدروا وقتلوا المسلمين في خلافة أمير المؤمنين المنصور. فوجه إليهم خازم بن خزيمة التميمي وروح بن حاتم المهلبي ومعهما مرزوق أبو الخصيب مولاه، الذي نسب إليه قصر أبى الخصيب بالكوفة. فسألهما مرزوق، حين طال عليهما الامر وصعب، أن يضرباه ويحلقا رأسه ولحيته، ففعلا. فخلص إلى الاصبهبذ فقال له: إن هذين الرجلين استغشاني وفعلا بي ما ترى، وقد هربت إليك، فإن قبلت انقطاعي وأنزلتني المنزلة التي أستحقها منك دللتك على عورات العرب وكنت يدا معك عليهم.
فكساه وأعطاه وأظهر الثقة به والمشاورة له. فكان يريه أنه له ناصح وعليه مشفق. فلما اطلع (ص 338) على أموره وعوراته كتب إلى خازم وروح بما احتاجا إلى معرفته من ذلك، واحتال للباب حتى فتحه. فدخل المسلمون المدينة وفتحوها، وساروا في البلاد فدوخوها.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست