فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤١٤
فضل ما بين الوزنين. فتحمله. وكان حيان من نبل الموالى وسرواتهم، وكان يكنى أبا معمر.
838 - قال المدائني: بلغ يزيد نكث أهل جرجان وغدرهم، فسار يريدها ثانية. فلما بلغ المرزبان مسيره أتى وجاه فتحصن بها، وحولها غياض وأشب. فنزل عليها سبعة أشهر لا يقدر منها على شئ. وقاتلوه مررا، ونصب المنجنيق عليها. ثم إن رجلا دلهم على طريق إلى قلعتهم، وقال: لا بد من سلم جلود. فعقد يزيد لجهم بن زحر الجعفي وقال: إن غلبت على الحياة فلا تغلبن على الموت. وأمر يزيد أن تشعل النار في الحطب. فهالهم ذلك، وخرج قوم منهم ثم رجعوا. وانتهى جهم إلى القلعة فقاتله قوم ممن كان على بابها فكشفهم عنه. ولم يشعر العدو بعيد العصر إلا بالتكبير من ورائهم.
ففتحت القلعة وأنزلوا على حكم يزيد. فقادهم جهم إلى وادى جمرجان وجعل يقتلهم حتى سالت الدماء في الوادي وجرت. وهو بنى مدينة جرجان. وسار يزيد إلى خراسان فبلغته الهدايا. ثم ولى ابنه مخلدا خراسان وانصرف إلى سليمان. فكتب إليه أن معه خمسة وعشرين ألف ألف درهم. فوقع الكتاب في يدي عمر بن عبد العزيز فأخذ يزيد به وحبسه.
839 - وحدثني (ص 337) عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف، أو عوانة بن الحكم قال: سار يزيد إلى طبرستان.
فاستجاش الاصبهبذ الديلم فأنجدوه. فقاتله يزيد، ثم إنه صالحه على نقد أربعة آلاف ألف درهم، وعلى سبع مئة ألف درهم مثاقيل، في كل سنة، ووقر أربع مئة جماز زعفرانا، وأن يخرجوا أربع مئة رجل على رأس كل رجل منهم ترس وطيلسان وجام فضة ونمرقة حرير. وبعض الرواة يقول: برنس.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست