فتوح البلدان - البلاذري - ج ١ - الصفحة ١٦
جرهم وبقية من العماليق قد اتخذوا النخل والزرع، فأقاموا معهم وخالطوهم، فلم يزالوا يكثرون وتقل جرهم والعماليق حتى نفوهم عن يثرب واستولوا عليها وصارت عمارتها ومراعيها لهم، فمكثوا على ذلك ما شاء الله، ثم إن من كان باليمن من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بغوا وطغوا وكفروا نعمة ربهم فيما آتاهم من الخصب ورفاغة العيش، فخلق الله جرذانا جعلت تنقب سدا كان لهم بين جبلين فيه أنابيب يفتحونها إذا شاؤوا فيأتيهم الماء منها على قدر حاجتهم وإرادتهم. والسد العرم، فلم تزل تلك الجرذان تعمل (ص 15) في ذلك العرم، حتى خرقته. فأغرق الله تعالى جنانهم وذهب بأشجارهم وأبدلهم خمطا وإثلا وشيئا من سدر قليلا. فلما رأى ذلك مزيقيا - وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس ابن مازن بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - باع كل شئ له من عقار وماشية وغير ذلك ودعا الأزد حتى صاروا معه إلى بلاد عك فأقاموا بها. وقال عمرو: الانتجاع قبل العلم عجز. فلما رأت عك غلبة الأزد على أجود مواضعهم غمها ذلك. فقالت للأزد:
انتقلوا عنا. فقام رجل من الأزد أعور أصم يقال له جذع فوثب بطائفة منهم فقتلهم، ونشبت الحرب بين الأزد وعك، فانهزمت الأزد ثم كرت، فقال جذع في ذلك:
نحن بنو مازن غير شك * غسان غسان وعك عك سيعلمون أينا أرك وكانت الأزد نزلت بماء يقال له غسان فسموا بذلك. ثم إن الأزد سارت حتى انتهت إلى بلاد حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فقاتلوهم.
فظهرت الأزد على حكم، ثم إنه بدا لهم الانتقال عن بلادهم فانتقلوا، وبقيت طائفة منهم معهم. ثم أتوا نجران فحاربهم أهلها فنصروا عليهم، فأقاموا بنجران
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 1
2 1 - [هجرة الرسول إلى مكة] 1
3 2 - أموال بني النضير 18
4 3 - أموال بني قريظة 23
5 4 - خيبر 25
6 5 - فدك 33
7 6 - أمر وادي القرى وتيماء 39
8 7 - مكة 41
9 8 - ذكر حفائر مكة 56
10 9 - أمر السيول بمكة 62
11 10 - الطائف 65
12 11 - تبالة وحرش 71
13 12 - تبوك وأيلة وأذرح ومقنا والجرباء 71
14 13 - دومة الجندل 76
15 14 - صلح نجران 76
16 15 - اليمن 83
17 16 - عمان 92
18 17 - البحرين 95
19 18 - اليمامة 105
20 19 - خبر ردة العرب في خلافة أبي بكر الصديق 113
21 20 - ردة بني وليعة والأشعث بن قيس الكندي 120
22 21 - أمر الأسود العنسي ومن ارتد معه باليمن 125
23 22 - فتوح الشام 128
24 23 - ذكر شخوص خالد بن الوليد إلى الشام وما فتح في طريقه 131
25 24 - فتح بصري 134
26 25 - يوم أجنادين 135
27 26 - يوم فحل من الأردن 137
28 27 - يوم مرج الصفر 141
29 28 - فتح مدينة دمشق وأرضها 144
30 29 - أمر حمص 155
31 30 - يوم اليرموك 160
32 31 - أمر فلسطين 164
33 32 - أمر جند قنسرين والمدن التي تدعى العواصم 172
34 33 - أمر قبرس 181
35 34 - أمر السامرة 187
36 35 - أمر الجراجمة 189
37 36 - الثغور الشامية 194
38 37 - فتوح الجزيرة 204
39 38 - أمر نصارى بني تغلب بن وائل 216
40 39 - الثغور الجزرية 219
41 40 - مليطة 221
42 41 - نقل الديوان في الرومية 230
43 42 - فتح أرمينية 231
44 43 - فتوح مصر والمغرب 249
45 44 - فتح الإسكندرية 259
46 45 - فتح برقة وزويلة 264
47 46 - فتح أطرابلس 266
48 47 - فتح إفريقية 267
49 48 - فتح طنجة 272
50 49 - فتح الأندلس 273
51 50 - فتح جزائر في البحر 278
52 51 - صلح النوبة 280
53 52 - أمر القراطيس 283