فتوح البلدان - البلاذري - ج ١ - الصفحة ١٨٩
أمر الجراجمة 424 - حدثني مشايخ من أهل أنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل اللكام عند معدن الزاج، فيما بين بياس وبوقا، يقال لها الجرجومة. وأن أمرهم كان في أيام استيلاء الروم على الشام وأنطاكية إلى بطريق أنطاكية وواليها.
فلما قدم أبو عبيدة أنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهموا باللحاق بالروم إذا خافوا على أنفسهم، فلم ينتبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم. ثم إن أهل أنطاكية نقضوا وغدروا، فوجه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية، وولاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري. فغزا الجرجومة فلم يقاتله أهلها، ولكنهم بدروا بطلب الأمان والصلح. فصالحوه على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا ومسالح في جبل اللكام، وأن لا يؤخذوا بالجزية، وأن ينفلوا أسلاب من يقتلون من عدو المسلمين إذا حضروا معهم حربا في مغازيهم. ودخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح، فسموا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم. ويقال إنهم جاؤوا بهم إلى عسكر المسلمين وهم أرداف لهم فسموا رواديف. فكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون (ص 159) الروم ويمالئونهم.
فلما كانت أيام ابن الزبير وموت مروان بن الحكم وطلب عبد الملك الخلافة بعده لتوليته إياه عهده واستعداده للشخوص إلى العراق لمحاربة المصعب ابن الزبير، خرجت خيل للروم إلى جبل اللكام وعليها قائد من قوادهم، ثم صارت إلى لبنان وقد ضوت إليها جماعة كثيرة من الجراجمة وأنباط وعبيد أباق من عبيد المسلمين. فاضطر عبد الملك إلى أن صالحهم على ألف دينار في كل جمعة، وصالح طاغية الروم على مال يؤديه إليه لشغله عن محاربته وتخوفه أن
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 1
2 1 - [هجرة الرسول إلى مكة] 1
3 2 - أموال بني النضير 18
4 3 - أموال بني قريظة 23
5 4 - خيبر 25
6 5 - فدك 33
7 6 - أمر وادي القرى وتيماء 39
8 7 - مكة 41
9 8 - ذكر حفائر مكة 56
10 9 - أمر السيول بمكة 62
11 10 - الطائف 65
12 11 - تبالة وحرش 71
13 12 - تبوك وأيلة وأذرح ومقنا والجرباء 71
14 13 - دومة الجندل 76
15 14 - صلح نجران 76
16 15 - اليمن 83
17 16 - عمان 92
18 17 - البحرين 95
19 18 - اليمامة 105
20 19 - خبر ردة العرب في خلافة أبي بكر الصديق 113
21 20 - ردة بني وليعة والأشعث بن قيس الكندي 120
22 21 - أمر الأسود العنسي ومن ارتد معه باليمن 125
23 22 - فتوح الشام 128
24 23 - ذكر شخوص خالد بن الوليد إلى الشام وما فتح في طريقه 131
25 24 - فتح بصري 134
26 25 - يوم أجنادين 135
27 26 - يوم فحل من الأردن 137
28 27 - يوم مرج الصفر 141
29 28 - فتح مدينة دمشق وأرضها 144
30 29 - أمر حمص 155
31 30 - يوم اليرموك 160
32 31 - أمر فلسطين 164
33 32 - أمر جند قنسرين والمدن التي تدعى العواصم 172
34 33 - أمر قبرس 181
35 34 - أمر السامرة 187
36 35 - أمر الجراجمة 189
37 36 - الثغور الشامية 194
38 37 - فتوح الجزيرة 204
39 38 - أمر نصارى بني تغلب بن وائل 216
40 39 - الثغور الجزرية 219
41 40 - مليطة 221
42 41 - نقل الديوان في الرومية 230
43 42 - فتح أرمينية 231
44 43 - فتوح مصر والمغرب 249
45 44 - فتح الإسكندرية 259
46 45 - فتح برقة وزويلة 264
47 46 - فتح أطرابلس 266
48 47 - فتح إفريقية 267
49 48 - فتح طنجة 272
50 49 - فتح الأندلس 273
51 50 - فتح جزائر في البحر 278
52 51 - صلح النوبة 280
53 52 - أمر القراطيس 283