أحد، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة إلا الحلقة، فأنزل الله فيهم * (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم. هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب، إلى قوله: وليخزي الفاسقين (1)) *.
63 - وحدثنا الحسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق في قوله * (وما أفاء الله على رسوله منهم (2)) * قال: من بنى النضير * (فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء) * (3) قال: أعلمهم أنها لرسول (ص 18) الله صلى الله عليه وسلم خالصة دون الناس. فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكرا فقرا فأعطاهما. قال: وأما قوله * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول) * (4) إلى آخر الآية قال: هذا قسم آخر بين المسلمين على ما وصفه الله.
64 - وحدثني محمد بن حاتم السمين قال: حدثنا الحجاج بن محمد عن بن جريج عن موسى ابن عقبة عن نافع، عن ابن عمر قال: أحرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بنى النضير وقطع. وفى ذلك يقول حسان بن ثابت:
لهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير قال ابن جريج: وفى ذلك نزلت * (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين) * (5) اللينة النخلة.