ترجمة جديدة للبلاذري - 1 - لا تسعف المصادر الباحث بشئ عن أسرة أحمد بن يحيى بن جابر بن داود وأصله. كل ما نعرفه أن جده جابر كان يكتب للخصيب (1)، صاحب خراج مصر أيام الرشيد. ولم تترجم المصادر لجده. ويذهب بيكر Becker (2) وسوفاجه Sauvaget (3) إلى أن أصله من الفرس. وقد يكون ذلك صحيحا. لأننا لا نعرف من نسبه شئ بعد اسم جده، ولو كان عربيان لا ثبت نسبه وفخر به، أو ذكره من ترجم له، ثم كان أحد النقلة من الفارسية إلى العربية.
وقد اتفقت المصادر على أن اسمه أحمد. ولكنها اختلفت في كنيته (4) فجعلته أبا جعفر وأبا بكر وأبا الحسن (5). ولا ندري إذا كان أوتى أولادا فكنى بأسمائهم، فحياته الخاصة غامضة جدا.
ونرجح أنه ولد في بغداد، في أواخر القرن الثاني. وأول ما نعرفه عن حياته العامة أنه مدح المأمون بمدائح (6). ولا ندري متى اتصل به. ومن المؤكد أن ذلك كان قبيل وفاة المأمون سنة 218 ه، وقد تجاوز العشرين على أقل تقدير.
فما كان يتاح له أن يمدح الخليفة بمدائح إلا وقد كان له علم ونباهة.