شاء الله تعالى غير أني أريد أن افتح لكم باب السرب قبله حتى لا تتعوقوا قال الراوي وقد مضت رينا أخت مارية وأشرفت على الموبذان فإذا هو ومن معه صرعى من الخمر فتركتهم وعادت إلى باب السرب لتفتحه وإذا هي تسمع وراءه حسا ففزعت ووقفت تسمع قال حدثني عبد الرزاق بن يحيي عن أبا سليمان بن عبد الحميد عن سفيان الأعمش عن أوس بن ماجد وكان ممن شهد فتوح مصر والإسكندرية قال لما نزل خالد بن الوليد على مريوط بجيشه تفقد يوقنا وقال لأصحابه انه من وقت ان بعثته برسالتي إلى مريوط للموبذان ما عاد قالوا أيها الأمير انه من وقت ما دخل اليه ما خرج ونحن في انتظاره فعلم خالد أن يوقنا مقبوض عليه فبات مهموما من أجله وكان خالد صاحب همة وعزيمة لا ينام من خوفه على المسلمين وكان معه جواسيس قد أخذهم معه من كل أقليم وقد اصطفاهم لنفسه وهو يحسن إليهم وأينما ذهب يكونوا معه ليأتوه بالأخبار فبينما هو في غم بسبب يوقنا وإذا هو بواحد منهم قد دخل عليه وأعلمه أن ولد الموبذان قد أتى من إسكندرية من عند أرسطوليس ومعه خلع وهدايا لأبيه ومعه خمسمائة فارس وقد بلغه أنكم محاصرون أباه فترك العسكر وما معه بالبعد وانفرد ومعه خادمان وأتى وما نعلم ما يريد قال فلما سمع خالد ذلك قام وأخذ معه غلامه هماما وأربعة ممن يعتد بهم وأبعد وقعد على سفح التل من نحو إسكندرية ونظروا إلى التل وإذا بولد المؤبذان ومعه الخادمان قصدوا إلى وراء التل عند تلك المقابر التي وصفتها رينا ليوقنا وقصدوا القبة فمشى خالد وراءهم وفرق جماعته من أربع جهات القبة وكبسهم وإذ هم قد فتحوا طبقا في وسط القبة فأخذهم خالد فلما رآه الموبذان ارتعدت فرائصه وخاف فقال خالد ان صدقتموني أمنتكم وان لم تصدقوني رميت رقابكم فقال الغلام أنا أصدقك أنا ولد الموبذان وكنت عند الملك في إسكندرية وقد أنفذ معي خمسمائة فارس عونا لأبي وحفظا لهذه المدينة فنحن في الطريق وإذ قد جاءتني الجواسيس بأنكم نازلون على البلد فأوقفت العسكر وأتيت إلى هذه القبة فقال له خالد وما الذي تريد من هذه القبة ألكم فيها سلاح أم مطلب فيه مال قال لا قال فما تريد منها قال الغلام ان أمنتني قلت لك الحق فقال له خالد قد أمنتك على نفسك فقبل يده وقال يا مولاي أريد أمانا لأبي ومن يلوذ به فأعطاه فقال اعلم أن هذه القبة على سرب والسرب ينتهي إلى دار الامارة ودار الامارة في وسط المدينة قال فلما سمع خالد ذلك تهلل وجهه فرحا وسرورا وقبض على الغلام وعلى الخادمين
(٧٢)