فتوح الشام - الواقدي - ج ٢ - الصفحة ٧٤
الصديق رضي الله عنه فلما مات رثاه ولده تنوخ بما رثى به حمير أباه سبأ بن يشجب في الزمن المتقدم وهو * عجبت ليومك ماذا فعل * وسلطان عزك كيف انتقل * وسلمت ملكك ذا طائعا * وسلمت للامر لما نزل * فيومك يوم رفيع النزال * ودورك في الدهر دور رحل * فلا يبعدنك فكل امرئ * سيدركه بالسنين الاجل * لئن صحبت نائبات الزمان * وشت مع الدهر وجه الامل * لقد كنت بالملك ذا قوة * لك الدهر بالعز عان وجل * بلغت من الملك أقصى المدى * نقلت وعزك لم ينتقل * فطحطحت آفاقه والمدى * وجئت من العرب حول الدول * * حويت من الدهر اطلاقه * ونلت من الملك ما لم ينل * وحملت عزمك ثقل الأمور * فقام بها حازم واستقل * صحبت الدهور فهنأتها * وما مر عيشك فيما فعل * بنيت القصور كمثل الجبال * ذهبت فلم يبق الا الطلل * نعمنا بأيامك الصالحات * ومشربنا بك وبل وطل * تؤمل في الدهر أقصى المنى * ولم تدر بالامر حين نزل * فزالت لعزمك شم الجبال * ولم يك حزمك فيها هبل * ذكر فتوح إسكندرية قال وعول خالد على المسير إلى إسكندرية حدثنا زياد بن أوس الطائي عن معمر بن الرشيد قال لما نزل خالد بعد رحيله عن مريوط قال له عيونه انه لما انهزم ابن المقوقس وأتى إلى إسكندرية وبلغه فتح مصر صعب عليه قال وكانت إسكندرية عامرة كان فيها الخلق كثيرا والمراكب فأرسل مراكب وعمرها بالرجال وأمرهم أن يكبسوا سواحل بلاد الشام على المسلمين فقالوا سمعا وطاعة ومضوا إلى ساحل الرملة فوجدوا بالليل نيرانا كثيرة فسألوا من كان خبيرا بالبلاد فقالوا هذه نيران المسلمين النازلين ههنا فقالوا هذه حاجتنا التي جئنا في طلبها فنزلوا وقصدوها وإذا بها حلل من حلل دوس بني عم أبي هريرة وكان معهم طائفة من بجيلة وفي جملتهم ضرار بن الأزور وهو مريض وأخته خولة معه تمرضه وكان أبو عبيدة أمرهم بالنزول هناك لأجل كثرة المرعى وهم آمنون مطمئنون من الروم وغيرهم لان دولة الروم قد انصرمت وأيامهم قد ولت فما فطن القوم الا وقد كبسهم القبط في جندس الليل ووضعوا فيهم السيف فقتلوا
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»