فيقتلك فبطشنا به قبلك قال ففرح لاوان بذلك ورجع إلى يوقنا وأصحابه وأعلمهم بما جرى فخرجوا من دار لاوان وتوسطوا الحصن ورفعوا أصواتهم بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير والسراج المنير ووضعوا السيف في الروم قال ووقع الصائح في الحصن كما وصفنا وتبادرت الروم لقتال المسلمين وفي تلك الساعة قدم طارق ورفيقه قال فسمعنا الأصوات قال فرجعنا إلى مالك وأعلمناه بما سمعناه فقال مالك لأصحابه اركضوا لاصحابكم فركضوا خيولهم وخلف منهم مائة يحفظون الاسرى فلما قربوا من الحصن وكان يوقنا قد قال للاوان ان نجدة من المسلمين تأتينا فأتى لاوان فرأى المسلمين قد اتوا ففتح لهم باب الحصن من باب السر وأدخلهم فلما حصل مالك الأشتر في حصن عزاز نادى هو ومن معه الله أكبر فتح الله ونصر وخذل من كفر فلما رأى أهل الحصن ذلك رموا سلاحهم ونادوا الغوث الغوث فرفعوا عنهم السلاح وأخذوهم أسارى وشكروا ليوقنا ومن معه قال فحدث يوقنا مالكا الأشتر بحديث الغلام لاوان فقال مالك إذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه قال الواقدي حدثني قيس عن عقبة عن صفوان عن عمرو بن عبد الرحمن عن جبير عن أبيه قال سألت أبا لبابة بن المنذر وكان ممن حضر فتوح الشام كيف كانت فتوح عزاز وقتل دراس فان نفسي تنكر هذا وأريد صحته فقال لما وضعت الحرب أوزارها وجمع مالك الأشتر الأسارى والمال والثياب والذهب والفضة والآنية وأمر باخراج ذلك من الحصن ووكل به قيس بن سعد وكان ممن حضر وأصابه سهم فعوره وكذلك أبو لبابة بن المنذر وكلاهما حضر بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد في عزاز ثم قام مالك فمشى في الحصن وتقعد دراسا فوجده مقتولا فقال من قتل هذا اللعين فقال لاوان قتله أخي لوقا وهو أكبر مني سنا فأمر مالك باحضاره وقال لم قتلته وهو أبوك وما سمعنا ولدا قتل أباه من الروم سواك فقال حملني على ذلك محبة دينكم لان في بيعة هذا الحصن قسا من المعمرين وكنأ نقرأ عليه الإنجيل ويعلمنا بعلم الروم واني كنت في بعض الأيام في البيعة أنا وهو وليس عندنا أحد وكان اسمه أبا المنذر فقلت له يا أبا المنذر الا ترى إلى بلاد الشام كيف استولت عليها العرب وملكوا أكثرها وهزموا جيوش الملك وما كنا نظن أن العرب تقدر على ذلك لأنه ليس في الأمم أضعف منهم وأن الله تعالى نصرهم على ضعفهم فهل قرأت ذلك في كتب الروم أو ملاحمهم أو ملاحم اليونانيين فقال يا بني نعم اني قرأت ذلك ولقد أخبرنا الملك هرقل بذلك قبل وقوع هذا الامر وجمع اليه الملوك والاساقفه والبطارقة وغيرهم وأخبرهم ان العرب لا بد أن يملكوا ما تحت سريري هذا ولقد بلغنا عن نبي القوم أنه قال زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها فقلت له يا أبانا فما تقول في نبي القوم قال له يا بني ان في كتبنا ان الله تعالى يبعث نبيا بالحجاز وقد بشر به عيسى المسيح بن مريم ولا ندري
(٢٧٨)