فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ١٧
في قوله خلف وانا سنظهر على الروم وفارس ولكن ما ندري متى يكون أفي هذا البعث أو غيره ولكن أحسن الظن بالله قال وبات الصديق فرأى في منامه كأن عمرو بن العاص وجهه طرمة هو وأصحابه ثم قصد عمرو أرضا خضرة سهلة وفرجة فحمل على فرسه ثم أتبعه أصحابه فإذا هم في ارض واسعة فنزلوا واستراحوا قال وانتبه أبو بكر من منامه فرحا بما رأى فقال عثمان يدل على فتح الا انه يوشك ان يلقى عمرو في قتال المشركين مشقة عظيمة ثم يخلص منها قال الواقدي كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والاسلام يقدمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش وما يكون في الشام فقدم بعض الساقطة إلى المدينة وأبو بكر ينفذ الجيوش وسمعوا كلام أبي بكر لعمرو بن العاص وهو يقول عليك بفلسطين وإيليا قال فساروا بالخبر إلى الملك هرقل فلما سمع ذلك جمع أرباب دولته وبطارقته واعلمهم بالحديث الذي جرى وقال يا بني الأصفر هذا الذي كنت حذرتكم منه قديما وان أصحاب هذا النبي لا بد ان تملك ما تحت سريري هذا وقد قرب الوعد وان خليفة محمد قد انفذ لكم الجيوش وكأنكم بهم وقد اتوكم وقصدوا نحوكم فحذروا أنفسكم وقاتلوا عن دينكم وعن حريمكم فان تهاونتم ملكت العرب بلادكم وأموالكم قال فبكى القوم فقال لهم دعوا عنكم البكاء ثم قال له وزيره أيها الملك قد اشتهينا ان تدعو بعض من قدم بهذا الخبر عليك فأمر هرقل بعض حجابه ان يأتي برجل من المتنصرة ممن قدم عليه بالاخبار برجل منهم فقال له الملك كم عهدك قال منذ خمسة وعشرين يوما قال فمن المتولي عليهم قال له رجل يقال له أبو بكر الصديق وجه جيوشه إلى بلدك قال هل رأيت أبا بكر قال نعم وانه أخذ مني شملة بأربعة دراهم وجعلها على كتفه وهو كواحد منهم وهو يمشي في ثوبين ويطوف بالأسواق ويدور على الناس يأخذ الحق من القوي للضعيف قال هرقل صفه لي قال هو رجل آدم اللون خفيف العارضين فقال هرقل وحق ديني هو صاحب احمد الذي كنا نجد في كتبنا انه يقوم بالامر من بعده ونجد في كتبنا أيضا ان بعد هذا الرجل رجلا آخر طويلا كالأسد الوثاب يكون على يديه الدمدمة والجلاء قال فشهق المتنصر من قول هرقل وقال إن هذا الذي وصفته لي رأيته معه لا يفارقه قال هرقل هذا الامر والله قد صح وقد دعوت الروم إلى الرشد والصلاح فأبوا ان يطيعوني وأن ملكي سوف ينهدم ثم عقد صليبا من الجوهر
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»