مناقب علي بن أبي طالب (ع) وما نزل من القرآن في علي (ع) - أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني - الصفحة ٢٠٠
تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها قال: " يا فاطمة، تعجلي، فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا "، فأنزل الله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (1). (2) 281. ابن مردويه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا فاطمة، قومي فاشهدي إضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه، وقولي: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين * لا شريك له وبذ لك أمرت وأنا أول المسلمين) (3) "، قلت: يا رسول الله، هذا لك ولأهل بيتك خاصة، فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة؟ قال: " بل للمسلمين عامة ". (4) 282. ابن مردويه، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله، أخبرنا عبد الرحمان بن حماد، أخبرنا أبو عبد الرحمان المدني، عن محمد ابن علي، عن أبيه (عليهما السلام) أنه ذكر تزويج فاطمة (عليها السلام)، ثم ذكر أن فاطمة سألت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) خادما - إلى أن قال -: ثم غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساحل البحر، فأصاب سبيا فقسمه، فأمسك امرأتين أحدهما شابة، والأخرى امرأة قد دخلت في السن ليست بشابة، فبعث إلى فاطمة، وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال: " يا فاطمة، هذه لك ولا تضربيها، فإني رأيتها تصلي، وإن جبرئيل نهاني أن أضرب المصلين "، وجعل رسول الله يوصيها بها، فلما رأت فاطمة ما يوصيها بها التفتت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت: يا رسول الله علي يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبكاء وقال:

1. سورة الضحى، الآية 5.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 361، قال: أخرج العسكري في المواعظ، وابن مردويه، وابن لآل، وابن النجار، عن جابر بن عبد الله....
3. سورة الأنعام، الآية 162 - 163.
4. الدر المنثور، ج 3، ص 66، قال: أخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي، عن عمران بن حصين....
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست