تصدير لا ريب في أن الجهود التي بذلها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لها بالغ الأثر في نشر الإسلام وتحقيق غاياته. ومن الطبيعي أن بعضهم كانت لهم تضحيات أكثر من غيرهم وكان لهم فضل الأسبقية في دخول الإسلام، وقد سمى الرسول الكريم تلك التضحيات " فضائل "، وطفق يثني على أصحابها بآيات المدح والتكريم.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من آمن بالرسول (صلى الله عليه وآله) ووقف إلى جانبه منذ البداية متحملا ألوان الأذى والمشقة، وبقى ظهيرا له في جميع المواقف والشدائد. ومن الطبيعي والحالة هذه أن يكون أكثر أصحاب الرسول فضلا، وهذا ما صرح به الرسول في مواقف شتى، حيث قال (صلى الله عليه وآله): " هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما ". (1) يتضح لنا بكل جلاء من خلال دراسة الأحاديث الواردة عن رسول الله في فضائل ومناقب الصحابة أن أيا منهم لا يتحلى بمثل هذه الفضائل جملة.
وعلى الرغم من محاولات خلفاء بني أمية وبني العباس منع نشر الأحاديث الواردة في ذكر فضائله، غير أن الكثير منها بقي في المصادر الحديثية لدى الشيعة