كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ٢ - الصفحة ١٥٢٩
الذهب الصناعي مثلا للذهب الطبيعي لكان ما بالصناعة مثلا لما بالطبيعة ولو جاز ذلك لجاز أن يكون ما بالطبيعة مثلا لما بالصناعة فكنا نجد سيفا أو سريرا أو خاتما بالطبيعة وذلك باطل وقالوا أيضا الجوهر الصابغ اما أن يكون اصبر على النار من المصبوغ أو يكون المصبوغ اصبر أو متساويين فإن كان الصابغ اصبر وجب ان يفنى المصبوغ قبل الصابغ وإن كان المصبوغ اصبر وجب ان يفنى الصابغ ويبقى المصبوغ على حاله الأول عريا عن الصبغ وان تساويا في الصبر على النار فهما من جنس واحد لاستوائهما في المصابرة عليها فلا يكون أحدهما صابغا ولا مصبوغا. وهذه الحجة الثانية من أقوى حجج المنكرين. والجواب من المثبتين عن الأولى انا نجد النار تحصل بالقدح واصطكاك الاجرام والريح تحصل بالمراوح وأكواز الفقاع والنوشاذر قد تتخذ من الشعير وكذلك كثير من الزاجات ثم بتقدير ان لا يوجد بالطبيعة ما يوجد بالصناعة لا يلزمنا الجزم بنفي ذلك ولا يلزمنا من امكان حصول الامر الطبيعي بالصناعة امكان العكس بل الامر موقوف على الدليل. وعن الثانية انه لا يلزم من استواء الصابغ والمصبوغ على النار استواؤهما في الماهية لما عرفت ان المختلفين يشتركان في بعض الصفات. وفى هذا الجواب نظر. وحكى لي بعض من أنفق عمره في الطلب ان الطغرائي القى المثقال من الاكسير أولا على ستين ألف مثقال من معدن آخر فصار ذهبا ثم إنه القى آخرا المثقال على ثلثمائة الف وان مريانس الراهب معلم خالد بن يزيد القى المثقال على الف الف ومائتي ألف مثقال وقالت مارية القبطية والله لولا الله لقلت ان المثقال يملا ما بين الخافقين والجواب الفصل ما قاله الغزي:
كجوهر الكيمياء ليس نرى * * من ناله والأنام في طلبه وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن صرح بان نهاية الصبغ القاء الواحد على الألف في قوله:
فعاد بلطف الحل والعقد جوهرا يطاوع في النيران واحده الألف وزعم بعضهم ان المقامات للحريري وكليلة ودمنة رموز في الكيمياء ويزعمون ان الصناعة مر موزة في صورة البرابى.
وقد كتب بعض من جرب وتعب فاقلقه على مصنفات جابر تلميذ جعفر الصادق:
هذا الذي بمقاله * * غر الأوائل والأواخر ما أنت الا كاسر * * كذب الذي سماك جابر
(١٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1524 1525 1526 1527 1528 1529 1530 1531 1532 1533 1534 ... » »»