اثنى عشر ألفا من مدة السندهند [1] وهى ان السيارات واوجاتها وجوزهراتها تجتمع كلها في رأس الحمل في كل ستة وثلاثين مرة مائة الف سنة شمسية ولهم في ذلك كتب جليلة وفى كتاب الفهرس يقال إن أول من تكلم بالفارسية كيومرث وتسميه الفرس كل شاه أي ملك الطين وهو عندهم آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام وأول من كتب بالفارسية بيوراسب المعروف بالضحاك وقيل فريدون. قال ابن عبدوس في كتاب الوزراء كانت الكتب والرسائل قبل ملك كشتاسب قليلة ولم يكن لهم اقتدار على بسط الكلام واخراج المعاني من النفوس ولما ملك ظهر زرادشت صاحب شريعة المجوس وأظهر كتابه القحيب [2] (العجيب) بجميع اللغات واخذ الناس يتعلم الخط والكتاب فزادوا ومهروا. وقال ابن المقفع لغات الفارسية الفهلوية والدرية والفارسية والخوزية والسريانية. اما الفهلوية فمنسوبة إلى فهله اسم يقع على خمسة بلدان وهى أصبهان والري وهمذان وماه نهاوند وأذربيجان واما الدرية فلغة المدارين وبها كان يتكلم من بباب الملك وهى منسوبة إلى الباب والغالب عليها من لغة أهل خراسان والمشرق لغة أهل بلخ.
فاما الفارسية فيتكلم بها الموابذة والعلماء وهى لغة أهل فارس.
واما الخوزية فيها كان يتكلم الملوك والاشراف في الخلوة مع حاشيتهم.
واما السريانية فكان يتكلم بها أهل السواد والكاتبة في نوع من اللغة بالسرياني فارسي.
وللفرس ستة أنواع من الخطوط وحروفهم مركبة من أبجد هوزى كلمن سف رش ثخذغ فالتاء المثناة والحاء المهملة والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والقاف سواقط.
التلويح الثالث: في الكلدانيين [3] وهم أمة قديمة مسكنهم ارض العراق وجزيرة العرب منهم النماردة ملوك الأرض بعد الطوفان وبختنضر منهم ولسانهم سرياني ولم يبرحوا إلى أن ظهر عليهم الفرس وغلبوا مملكتهم وكان منهم علماء وحكماء متوسعون في الفنون ولهم عناية بار صاد الكواكب واثبات الاحكام والخواص ولهم هيا كل وطرائق لاستجلاب قوى