كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٣٢
جالينوس. وقيل إن القبط اكتسب العلم الرياضي من الكلدانيين.
التلويح السابع: في العبرانيين وهم بنو إسرائيل وكانت عنايتهم بعلوم الشرائع وسير الأنبياء فكان اخبارهم اعلم الناس باخبار الأنبياء وبدء الخليقة وعنهم اخذ ذلك علماء الاسلام لكنهم لم يشتهروا بعلم الفلسفة ولغتهم تنسب إلى عابر بن شالخ والقلم العبراني من اليمين إلى اليسار وهو من أبجد إلى آخر قرشت وما بعده سواقط وهو مشتق من السرياني.
التلويح الثامن: في العرب وهم فرقتان بائدة وباقية والبائدة كانت أمما كعاد ونمود انقرضوا وانقطع عنا اخبارهم والباقية متفرعة من قحطان وعدنان ولهم حال الجاهلية وحال الاسلام فالأولى منهم التبابعة والجبابرة ولهم مذهب في احكام النجوم لكن لم يكن لهم عناية بارصاد الكواكب ولا بحث عن شئ من الفلسفة واما سائر العرب بعد الملوك فكانوا أهل مدرووبر فلم يكن فيهم عالم مذكور ولا حكيم معروف وكانت أديانهم مختلفة [1] وعلمهم الذي كانوا يفتخرون به علم لسانهم ونظم الاشعار وتأليف الخطب وعلم الاخبار ومعرفة السير والاعصار. قال الهمداني ليس يوصل إلى أحد خبر من اخبار العرب والعجم الا بالعرب وذلك أن من سكن بمكة أحاطوا بعلم العرب العاربة واخبار أهل الكتاب وكانوا يدخلون البلاد للتجارات فيعرفون اخبار الناس وكذلك من سكن الحيرة وجاور الأعاجم علم اخبار هم وأيام حمير مسيرها في البلاد وكذلك من سكن الشام خبر باخبار الروم وبنى إسرائيل واليونان ومن وقع في البحرين وعمان فعنه أتت اخبار السند والهند وفارس ومن سكن اليمن علم اخبار الأمم جميعا لأنه كان في ظل الملوك السيارة. والعرب أصحاب حفظ ورواية ولهم معرفة بأوقات المطالع والمغارب وأنواء الكواكب وأمطارها لاحتياجهم إليه في المعيشة لاعلى طريق تعلم الحقائق والتدرب في العلوم واما علم الفلسفة فلم يمنحهم الله سبحانه وتعالى شيئا منه ولا هيأ طباعهم للعناية به الا نادرا.
الفصل الرابع في أهل الاسلام وعلومهم وفيه إشارات الإشارة الأولى: في صدر الاسلام واعلم أن العرب في آخر عصر الجاهلية حين بعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم

[1] منهم من يعبد الشمس ومنهم من تهود ومنهم من يعبد الأصنام حتى جاء الاسلام (منه).
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»