كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٣٠
الكواكب واظهار طبايعها بأنواع القرابين فظهرت منهم الأفاعيل الغريبة من انشاء الطلسمات وغيرها ولهم مذاهب نقل منها بطلميوس في المجسطي. ومن أشهر علمائهم أبر خس واصطفن. وفى الفهرس ان النبطي أفصح من السرياني وبه كان يتكلم أهل بابل واما النبطي الذي يتكلم به (أهل) القرى فهو سرياني غير فصيح وقيل اللسان الذي يستعمل في الكتب الفصيحة بلسان [لسان] أهل سوريا وحران. وللسريانيين ثلاثة أقلام أقدم الأقلام ولافرق بينه وبين العربي في الهجاء الا ان الثاء المثلثة والخاء والذال والضاد والظاء والغين كلها معجمات سواقط وكذا لام الف وتركب حروفها من اليمين إلى اليسار.
التلويح الرابع: في أهل اليونان [1] هم أمة عظيمة القدر بلاد هم بلاد روم ايلى وآناطولى وقرامان وكانت عامتهم صابئة عبدة الأصنام [2] وكان الإسكندر من ملوكهم - وهو - الذي أجمع ملوك الأرض على الطاعة لسلطانه وبعده البطالسة إلى أن غلب عليهم الروم وكان علماؤهم يسمون فلاسفة الهيون [الهيين] [3] أعظمهم خمسة بند قليس كان في عصر داود عليه السلام ثم فيثاغورس ثم سقراط ثم أفلاطون ثم أرسطاليس ولهم تصانيف في أنواع الفنون وهم من ارفع الناس طبقة وأجل أهل العلم منزلة لما ظهر منهم من الاعتناء الصحيح بفنون الحكمة من العلوم الرياضية والمثطقية والمعارف الطبيعية والإلهية والسياسات المنزلية والمدنية وجميع العلوم العقلية مأخوذة عنهم. ولغة قدمائهم تسمى الإغريقية وهى من أوسع اللغات ولغة المتأخرين تسمى اللطينى لانهم فرقتان الاغريقيون واللطينيون.
التلويح الخامس: في الروم وهم أيضا صابئة إلى أن قام قسطنطين بدين المسيح وقسرهم على التشرع به فأطاعوه ولم يزل دين النصرانية يقوى إلى أن دخل فيه أكثر الأمم المجاورة للروم وجميع أهل مصر وكان لهم حكماء وعلماء بأنواع الفلسفة وكثير من الناس يقول إن الفلاسفة المشهورين روميون والصحيح انهم يونانيون ولتجاور الأمتين دخل بعضهم في بعض واختلط خبرهم وكلا [وكلتا] الأمتين مشهور العناية بالفلسفة الا ان لليونان

[1] وكان ظهور أمة اليونان في حدود سنة ثمان وستين وخمسمائة من وفات موسى عليه السلام وكان قبل ظهور إسكندر بخمس وأربعين وثمانمائة سنة (منه). واختلف في نسبهم فقيل إنهم من جملة الروم وذكر المسعودي ان يونان من ولد عابرين شالخ أخو قحطان انفصل عن ديار أخيه فخرج من اليمن يطلب موضعا يسكنه فاتى إلى موضع من القرب فأقام به فكثر نسله وهو الأصح (منه). [2] مع أنهم موحدة لله تعالى لا على ما يعتقده الجهال من أن عباد الأوثان يرون ان الأوثان هي الخالقة للعالم ولم يعتقد قط هذا ذو فكرة (منه). [3] واحدهم فيلسوف وهو اسم يوناني معناه محب الحكمة لان فيلو المحب وسوفا الحكمة (منه).
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»