سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٥٦
إلى الملك العادل [فلما] (1) قضى الملك كلامه مع الحافظ، جعل (2) يتكلم في أمر ماردين وحصارها، فسمع الحافظ فقال: أيش هذا، وأنت بعد تريد قتال المسلمين، ما تشكر الله فيما أعطاك، أما.. أما (3)!؟ قال فما أعاد ولا أبدى. ثم قام الحافظ وقمت معه، فقلت: أيش هذا؟ نحن كنا نخاف عليك من هذا ثم تعمل هذا العمل؟ قال: أنا إذا رأيت شيئا لا أقدر أصبر، أو كما قال.
وسمعت أبا بكر ابن الطحان، قال: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج (4)، فجاء الحافظ فكسر شيئا كثيرا، ثم صعد (5) يقرأ الحديث، فجاء رسول (6) القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث. فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد.
ومن شمائله:
قال الضياء: ما أعرف أحدا من أهل السنة رآه إلا أحبه ومدحه كثيرا، سمعت محمود بن سلامة الحراني بأصبهان قال: كان الحافظ يصطف الناس

(1) إضافة من (تاريخ الاسلام) وطبقات ابن رجب 2 / 13 والظاهر أن الناسخ قد ذهل عن إثباتها.
(2) يعني: العادل.
(3) تحرفت في الذيل لابن رجب إلى: (إماما).
(4) يعني: درج جيرون.
(5) (صعد المنبر) كما في الذيل لابن رجب.
(6) شطح قلم الناسخ فكتب (رسول الله).
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»