سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٤٥
النقور، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وعدة ببغداد، والحافظ أبا طاهر السلفي (1)، فكتب عنه نحوا من ألف جزء، وبدمشق أبا المكارم بن هلال، وسلمان بن علي الرحبي، وأبا المعالي بن صابر، وعدة. وبمصر محمد بن علي الرحبي، وعبد الله بن بري، وطائفة، وبأصبهان الحافظ أبا موسى المديني، وأبا الوفاء محمود بن حمكا، وأبا الفتح الخرقي، وابن ينال الترك (2)، ومحمد بن عبد الواحد الصائغ، وحبيب بن إبراهيم الصوفي، وبالموصل أبا الفضل الطوسي، وطائفة. ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب، ويسهر، ويدأب، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويتقي الله، ويتعبد ويصوم، ويتهجد، وينشر العلم إلى أن مات. رحل إلى بغداد مرتين، وإلى مصر مرتين، سافر إلى بغداد هو وابن خاله الشيخ الموفق في أول سنة إحدى وستين (3)، فكانا يخرجان معا ويذهب أحدهما في صحبة رفيقه إلى درسه وسماعه، كانا شابين مختطين (4)، وخوفهما الناس من أهل بغداد، وكان الحافظ ميله إلى الحديث والموفق يريد الفقه، فتفقه الحافظ وسمع الموفق معه الكثير، فلما رآهما العقلاء على التصون وقلة المخالطة أحبوهما، وأحسنوا إليهما، وحصلا علما جما، فأقاما ببغداد نحو أربع سنين، ونزلا أولا عند الشيخ عبد القادر فأحسن إليهما، ثم مات بعد قدومهما بخمسين ليلة، ثم اشتغلا بالفقه والخلاف على ابن المني. ورحل الحافظ إلى السلفي (5) في سنة ست وستين، فأقام مدة، ثم رحل أيضا إلى السلفي سنة

(1) ذكر المنذري أن عبد الغني سمع من السلفي بالإسكندرية.
(2) أبو العباس أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال.
(3) يعني وخمس مئة.
(4) يعني: أول ظهور الشعر في وجهيهما.
(5) كان السلفي آنذاك مقيما بالإسكندرية.
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»