سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣١١
ذخيرة الدين محمد بن الخليفة ولي عهد أبيه، وخلف ولدا طفلا وهو المقتدي، وعاثت جيوش طغرلبك بالقرى، بحيث لابيع الثور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين. ووقعت الفتنة ببغداد بين الحنابلة والشافعية (1). وتزوج الخليفة ببنت طغرلبك على مئة ألف دينار (2).
وفي سنة ثمان مبدأ فتنة البساسيري، وخطب بالكوفة وواسط وبعض القرى للمستنصر العبيدي (3)، وكان القحط عظيما بمصر وبالأندلس، وما عهد قحط ولا وباء مثله بقرطبة، حتى بقيت المساجد مغلقة بلا مصل، وسمي عام الجوع الكبير (4).
وفي سنة تسع أخذ طغرلبك الموصل، وسلمها إلى أخيه ينال، وكتب في ألقابه: ملك المشرق والمغرب. وفيها كان الجوع المفرط ببغداد والفناء، وكذلك ببخارى وسمرقند حتى يقال: هلك بما وراء النهر ألف ألف وست مئة ألف (5).
وفي سنة خمسين أخذ البساسيري بغداد كما قدمنا، وخطب لصاحب

(1) عن هذه الحوادث، انظر " المنتظم " 8 / 163 وما بعدها، وابن الأثير 9 / حوادث سنة 447، و " المختصر " 2 / 174، وانظر ترجمة كل من طغرلبك والملك الرحيم المتقدمتين.
(2) الصواب أن زواج الخليفة كان سنة ثمان وأربعين لا سنة سبع كما ذكر المؤلف، وأن زواجه لم يكن من ابنة طغرلبك، وإنما كان من ابنة أخيه داود الملقب جغريبك، انظر " المنتظم " 8 / 169 - 170، وابن الأثير 9 / 617، و " المختصر " 2 / 174. وقد مر في ترجمة طغرلبك أنه هو الذي تزوج من ابنة القائم، وأن ذلك كان سنة خمس وخمسين وأربع مئة، وسيذكر المؤلف أيضا ذلك في هذه الترجمة في سنة 454 ص 295.
(3) انظر ترجمة البساسيري التي تقدمت برقم (70) و " المنتظم " 8 / 173.
(4) انظر " المنتظم " 8 / 170 - 173، و " الكامل " 9 631.
(5) انظر " المنتظم " 8 / 179 - 181، و " الكامل " 9 / 633 - 637، و " المختصر " 2 / 176.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»