سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٢
عشرين درهما. فقال: ينبغي أن تصرف هذه في شراء الخضر ونحو ذلك. فاشتريت بها ما كنت أعلم أنه يلائمه، وبعثت به إليه، وأتيت.
فقال لي: بيض الله وجهك، ليس فيك حيلة، فلا ينبغي لنا أن نعني أنفسنا. فقلت له: إنك قد جمعت خير الدنيا والآخرة، فأي رجل يبر خادمه بمثل ما تبرني إن كنت لا أعرف هذا، فلست أعرف أكثر منه.
سمعت عبد الله بن محمد الصارفي يقول: كنت عند أبي عبد الله في منزله، فجاءته جارية، وأرادت دخول المنزل، فعثرت على محبرة بين يديه، فقال لها: كيف تمشين؟ قالت: إذا لم يكن طريق، كيف أمشي؟
فبسط يديه، وقال لها: اذهبي فقد أعتقتك. قال: فقيل له فيما بعد: يا أبا عبد الله، أغضبتك الجارية؟ قال: إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت (1).
وقال عبد الله بن عدي الحافظ: سمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول: رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم، ليس بالطويل ولا بالقصير (2).
وقال غنجار: حدثنا أحمد بن محمد بن حسين التميمي، حدثنا أبو يعلى التميمي، سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول: سمعت البخاري يقول: لما بلغت خراسان أصبت ببعض بصري، فعلمني رجل أن أحلق رأسي، وأغلفه بالخطمي. ففعلت، فرد الله علي بصري (3).

(1) " مقدمة الفتح " 480.
(2) " تاريخ بغداد " 2 / 6، و " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 68 / 1، و " وفيات الأعيان " 4 / 190، و " تهذيب الكمال ": 1169، و " طبقات السبكي " 2 / 216.
(3) " طبقات السبكي " 2 / 216.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»