سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٥
يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة (1).
قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة.
فأما القرآن المتلو، المبين المثبت في المصاحف، المسطور المكتوب، الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بمخلوق (2). قال الله تعالى:
* (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) * [العنكبوت: 49].
وقال أبو حامد الأعمشي: رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة أبي عثمان بن سعيد بن مروان، ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم. فما أتى على هذا شهر حتى قال محمد بن يحيى: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه، فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمد بن إسماعيل ها هنا مدة، ثم خرج إلى بخارى (3).
وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول:

(١) " طبقات السبكي " ٢ / ٢٢٨، و " مقدمة الفتح ": ٤٩١، ٤٩٢.
(٢) " تاريخ بغداد " ٢ / ٣١، و " طبقات السبكي " ٢ / ٢٢٨، و " مقدمة الفتح ":
٤٩٢، و " خلق أفعال العباد ": 138 وجاء فيه أيضا في الصفحة: 146: قال أبو عبد الله:
ومن الدليل على أن الله يتكلم كيف يشاء، وأن أصوات العباد مؤلفة حرفا حرفا، فيها التطريب والغمز واللحن والترجيع، حديث أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: حدثنا عبد الله بن صالح، ويحيى بن بكير، قالا: حدثنا الليث، عن ابن أبي ملكية، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته، فقالت: كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى الصبح. ونعتت قراءته، فإذا قراءته حرفا حرفا.
(3) سبق الخبر في الصفحة: 432، وهو في " تاريخ بغداد " 2 / 31، و " طبقات السبكي " 2 / 229.
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»