سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٠٤
وقال أبو عبد الحاكم أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومئتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومئتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.
أخبرنا أبو حفص بن القواس، أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني قراءة عليه سنة تسع وست مئة وأنا حاضر، أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أخبرنا الحسين بن محمد الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، حدثني أحمد بن محمد بن آدم، حدثنا محمد بن يوسف البخاري، قال: كنت مع محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة (1).
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: كان أبو عبد الله، إذا كنت معه في سفر، يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة، فيوري نارا، ويسرج، ثم يخرج أحاديث، فيعلم عليها (2).
وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدة من المشايخ، يقولون: حول محمد بن إسماعيل تراجم جامعه بين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين (3).

(1) " تهذيب الكمال ": 1170، و " طبقات السبكي " 2 / 220.
(2) " تاريخ بغداد " 2 / 13، و " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 75 / 1، و " تهذيب الكمال ": 1170، و " طبقات السبكي " 2 / 220، و " مقدمة الفتح ": 482.
(3) " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 74 / 1، وقال النووي: وقال آخرون منهم أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي صنفه ببخارى، وقيل: بمكة، وقيل بالبصرة. وكل هذا صحيح، ومعناه أنه كان يصنف فيه في كل بلدة من هذه البلدان، فإنه بقي في تصنيفه ست عشرة سنة. والخبر في " تهذيب الكمال ": 1169، و " مقدمة الفتح ": 490 وقال ابن حجر: ولا ينافي هذا ما تقدم، لأنه يحمل على أنه في الأول كتبه في المسودة، وهنا حوله من المسودة إلى المبيضة.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»