سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣٩٣
أحمد بن محمد بن حفص، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان، أخبرنا خلف من محمد، حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي، سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو كثرة دعائك، شك البلخي، فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره (1).
وبالسند، الماضي إلى محمد بن أبي حاتم، قال: قلت لأبي عبد الله: كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب.
فقلت: كم كان سنك؟ فقال: عشر سنين، أو أقل. ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره. فقال يوما فيما كان يقرأ للناس: سفيان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل. فدخل فنظر فيه، ثم خرج، فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم، فأخذ القلم مني، وأحكم كتابه، وقال: صدقت.
فقيل للبخاري: ابن كم كنت حين رددت عليه؟ قال ابن إحدى عشرة سنة. فلما طعنت في ست عشرة سنة، كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء (2)، ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها! وتخلفت في طلب الحديث (3).

(١) " طبقات الحنابلة " ١ / ٢٧٤، و " تهذيب الكمال ": ١١٧٠، و " طبقات السبكي " ٢ / ٢١٦، و " مقدمة فتح الباري ": 478.
(2) قال ابن حجر في " مقدمة الفتح ": 479: يعني أصحاب الرأي.
(3) " تاريخ بغداد " 2 / 7، و " تهذيب الكمال ": 1169، و " طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 216، و " مقدمة الفتح ": 478، 479.
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»