قلت: ما هو ممن يكذب، كلا. وكان عبثه بالمرد أيام الشبيبة، فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة، وكان أعور.
قال أبو العيناء (1): وقف له الاضراء (2)، فطالبوه، فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شئ. فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فصاح: الحبس الحبس، فحبسوا، فلما كان الليل ضجوا. فقال المأمون: ما هذا؟
قيل: الاضراء. فقال له: ولم حبستهم؟ أعلى أن كنوك؟ قال: بل حبستهم على التعريض بشيخ لائط في الحربية (3).
قال فضلك الرازي: مضيت أنا وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب. ودخل غلام مليح، فلما رآه اضطرب، فلم يقدر يجئ ولا يذهب في مسألة.
فقال داود: قم، اختلط الرجل (4).