سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٣
وأكثرت حتى قلت: ليس بصارمي * وقد يصدم الانسان وهو حبيب (1) فصاح: زاغ زاغ زاغ، فطار، ثم سقط في القمطر. فقلت: أعز الله القاضي، وعاشق أيضا؟! فضحك. فقلت: ما هذا؟ قال: هو ما ترى. وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد.
قال سعيد بن عفير: حدثنا يعقوب بن الحارث، عن شبيب بن شيبة ابن الحارث، قال: قدمت الشحر (2) على رئيسها (3)، فتذاكرنا النسناس (4). فقال: صيدوا لنا منها. فلما أن رحت إليه، إذا بنسناس مع الأعوان، فقال: أن بالله وبك (5)! فقلت: خلوه، فخلوه، فخرج يعدو، وإنما يرعون النبات. فلما حضر الغداء قال: استعدوا للصيد، فإنا خارجون. فلما كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا محمد، إن الصبح قد

(1) البيتان في " النجوم الزاهرة " 2 / 317. وجاء في " حياة الحيوان الكبرى " 2 / 3 في هذا الخبر في الطريق الثانية:... ثم قال: أنشدني شيئا في الغزل، فأنشدته:
وليل في جوانبه فضول * من الاظلام أطلس غيهبان كأن نجومه دمع حبيس * ترقرق بين أجفان الغواني (2) بكسر أوله، وسكون ثانيه: صقع بين عدن وعمان.
(3) في " معجم البلدان ": على رجل من مهرة، له رياسة وخطر.
(4) جاء في " حياة الحيوان الكبرى " 2 / 352، 353: قال في " المحكم ": هو خلق في صورة الناس مشتق منهم لضعف خلقهم. وقال في " الصحاح ": هو جنس من الخلق، يثب أحدهم على رجل واحدة.... وفي " المجالسة " للدينوري، عن ابن قتيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الله، أنه قال: قال ابن إسحاق، النسناس خلق باليمن، لأحدهم عين ويد ورجل يقفز بها. وأهل اليمن يصطادونهم...
(5) الصواب في هذا وأمثاله أن يقال: أنا بالله، ثم بك، ففي " المسند " 5 / 384 و 394، و 398، وسند أبي داود (4980) من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان " وإسناده صحيح، وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد 1 / 214 و 224، 283، وآخر من حديث الطفيل بن سخبرة عند أحمد 5 / 72.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»