سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٤
أسفر، وهذا الليل قد أدبر، والقانص (1) قد حضر. فعليك بالوزر.
فقال (2): كلي ولا تراعي، فقالوا: يا أبا محمد، فهرب وله وجه كوجه الانسان، وشعرات بيض في ذقنه، ومثل اليد في صدره، ومثل الرجل بين وركيه، فألظ (3) به كلبان، وهو يقول:
إنكما [حين] (4) تجارياني * ألفيتماني خضلا عناني لو بي شباب ما ملكتماني * حتى تموتا أو تفارقاني (5) قال: فأخذاه.
قال: ويزعمون أنهم ذبحوا منها نسناسا، فقال قائل: سبحان الله، ما أحمر دمه (6)! قال: يقول نسناس من شجرة: كان يأكل السماق (7)، فقالوا: نسناس، فأخذوه، وقالوا: لو سكت، ما علم به.

(1) في " معجم البلدان ": والقنيص (2) في " معجم البلدان " بعد " فقال ": آخر.
(3) يقال: لظ بالمكان، وألظ به، أي أقام به ولزمه، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " ألظوا في الدعاء: ب‍ يا ذا الجلال والاكرام " أخرجه الترمذي عن أنس واحمد والحاكم عن ربيعة بن عامر، وابن أبي شيبة عن أنس، والحاكم عن أبي هريرة. أي: الزموا هذا، واثبتوا عليه.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت من " معجم البلدان ".
(5) البيتان في " معجم البلدان " 3 / 327، وروايته فيهما: " تحارباني " بدل " تجارياني "، وتخلياني بدل " تفارقاني ". وجاء فيه قبلهما:
الويل لي مما به دهاني * دهري من الهموم والأحزان قفا قليلا أيها الكلبان * واستمعا قولي وصدقاني (6) كذا الأصل، والجادة أن يقال: ما أشد حمرة دمه، قال المبرد في " المقتضب " 4 / 181. وكذلك ما كان من الألوان والعيوب نحو الأعور والأحمر، لا يقال: ما أحمره، ولا ما أعوره...
(7) هو نوع من النبات، من فصيلة البطميات، ينبت في الجبال والمرتفعات، له ثمر حامض، عناقيد فيها حب صغار، وهو شديد الحمرة.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»