سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٤٦
قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن سهل النابلسي الشهيد، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، سمعت تميم ابن عبد الله الرازي، سمعت أبا زرعة، سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنن، ويموت أحمد ابن حنبل وتظهر البدع (1).
أبو ثور الكلبي: ما رأيت مثل الشافعي، ولا رأى هو مثل نفسه (2).
وقال أيوب بن سويد: ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي (3).
قال أحمد بن حنبل من طرق عنه: إن الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب، قال:
فنظرنا، فإذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المئتين الشافعي (4).

(١) " مناقب " البيهقي ٢ / ٢٥٠، وفي قول قتيبة هذا من المبالغة ما لا يخفى، فإن السنن لم تمت بموت الشافعي، بل إنه قد جمعت من بعده ودونت، وضبطت وحفظت.
(٢) " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤١١ / ٢.
(٣) " آداب الشافعي ": ٤٠، و " مناقب " البيهقي ٢ / ٢٤٦، و " حلية الأولياء " ٩ / ٩٤، و " توالي التأسيس " ٥٥.
(٤) " تاريخ بغداد " ٢ / ٦٢، و " معرفة السنن والآثار " ١ / ١٣٨، و " حلية الأولياء " ٩ / ٩٧، ٩٨، و " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤١٢ / ٢، و " توالي التأسيس ": ٤٨. وقوله:
" إن الله يقيض.. " مقتبس من حديث أخرجه أبو داود (٤٢٩١)، والحاكم ٤ / ٥٢٢، والبيهقي في " المناقب " 1 / 137 من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل ابن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها " ورجاله ثقات، وإسناده قوي كما قال الحافظ في " توالي التأسيس ": 48.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»