سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥١
قال المزني: لما وافى الشافعي مصر، قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري من أمر التوحيد فهو. تقدمت هذه الحكاية (1) وهذه الرواية سماع زكريا الساجي من المزني، قال: فكلمته، فغضب، وقال: أتدري أين أنت؟ هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون. أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: فهل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا.
قال الحسن بن رشيق الحافظ: حدثنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، حدثنا الشافعي، حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: " من قتل له قتيل، فهو بخير النظرين، إن أحب العقل أخذ، وإن أحب فله القود ". رواه الدارقطني عن ابن رشيق (2).

(١) في الصفحة (٣١) من هذا الجزء.
(٢) أبو حنيفة بن سماك ترجمه الدولابي في " الكنى والأسماء " ١ / ١٥٩، ١٦٠، فقال: روى عنه الشافعي، ثم روى هذا الحديث من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي بهذا الاسناد، وباقي رجاله ثقات، وهو في " الرسالة " ص 450، ورواه البيهقي في " سننه " 5 / 52، و " المعرفة " 1 / 39، 40 من طريق الشافعي، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، وأخرجه أحمد 4 / 32، من طريق ابن إسحاق، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح. وأخرجه أبو داود (4504)، والترمذي (1406)، وأحمد (6 / 385) ثلاثتهم من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الدارقطني 3 / 95، 96 من طريق يحيى بن سعيد عن ابن أبي ذئب... ومن طريق محمد بن عبد الله المخزومي، عن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب بإسناده نحوه، وروى أبو هريرة هذا المعنى في حديث أخرجه البخاري 1 / 183، 184، ومسلم (1355)، وأبو داود (2017). وقوله:
" بخير النظرين " أي: أوفق الامرين له، فإما أن يعطوا الدية، وهي العقل، وإما أن يقاد، أي: يقتل قصاصا، فأي الامرين اختار ولي الدم، كان له.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»