سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٢
الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شئ منه، فقال: شئ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: [وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. إن في خلق السماوات والأرض] الآية [البقرة: 163 و 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت (1).
قال ابن أبي حاتم: في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال:
حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله ابن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو، وحفص الفرد، وكان الشافعي يسميه: حفصا المنفرد، فسأل حفص عبد الله: ما تقول في القرآن؟
فأبى أن يجيبه، فسأل يوسف، فلم يجبه، وأشار إلى الشافعي، فسأل الشافعي، واحتج عليه، فطالت فيه المناظرة، فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وبكفر حفص.
قال الربيع: فلقيت حفصا، فقال: أراد الشافعي قتلي (2).
الربيع: سمعت الشافعي يقول: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص (3).

(١) تقدم الخبر بنحوه في الصفحة: ٢٥، ٢٦.
(٢) " آداب الشافعي ": ١٩٤، ١٩٥، و " الأسماء والصفات " للبيهقي: ٢٥٢، و " المناقب " له 1 / 455، وبنحوه من طريق آخر في " الحلية " 9 / 112، و " توالي التأسيس " 56.
(3) " الانتقاء ": 81، و " تهذيب الأسماء " 1 / 66، و " توالي التأسيس ": 64، و " تاريخ ابن عساكر " 14 / 405، و " آداب الشافعي ": 192.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»