سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٣
وسمعته يقول: تجاوز الله عما في القلوب، وكتب على الناس الافعال والأقاويل (1).
وقال المزني: قال الشافعي: يقال لمن ترك الصلاة لا يعملها: فإن صليت وإلا استتبناك، فإن تبت، وإلا قتلناك، كما تكفر، فنقول: إن آمنت وإلا قتلناك.
وعن الشافعي قال: ما كابرني أحد على الحق ودافع، إلا سقط من عيني، ولا قبله إلا هبته، واعتقدت مودته (2).
عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قال الشافعي:
أنتم أعلم بالاخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح، فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفيا كان، أو بصريا، أو شاميا (3).
وقال حرملة: قال الشافعي: كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح، فهو أولى، ولا تقلدوني (4).

(1) مقتبس من حديث صحيح أخرجه البخاري 5 / 116، 11 / 478، ومسلم (127)، وأبو داود (2209)، والترمذي (1183)، والنسائي 6 / 156، 157 وابن ماجة (2540) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز لامتي ما حدثت به أنفسها ما لم يعملوا أو يتكلموا " وفي رواية: " ما وسوست به صدورها "، وللحافظ ابن رجب كلام جيد على هذا الحديث في " جامع العلوم والحكم " ص 334، 335، فليراجع.
(2) " تاريخ ابن عساكر " 15 / 8 / 2، و " توالي التأسيس ": 73.
(3) إسناده صحيح، وهو في " آداب الشافعي " 94، 95، و " الحلية " 9 / 170، و " الانتقاء ": 75، و " طبقات الحنابلة " 1 / 282، و " شذرات الذهب " 2 / 10، و " مناقب " الرازي: 127، و " توالي التأسيس ": 63، و " تاريخ ابن عساكر " 15 / 9 / 1، وهذا النص يؤكد أن الشافعي رضي الله عنه رجع عن رفضه لحديث العراقيين، كما تقدم في الصفحة (24، 25).
(4) " آداب الشافعي ": 67، 68، و " مناقب " البيهقي 1 / 473، و " حلية الأولياء "
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»