سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٧٥
الحارث بن مسكين: سمعت ابن وهب يقول: لولا أني أدركت مالكا، والليث، لضللت.
هارون بن سعيد: سمعت ابن وهب ذكر اختلاف الحديث والروايات، فقال: لولا أني لقيت مالكا لضللت (1).
وقال يحيى القطان: ما في القوم أصح حديثا من مالك، كان إماما في الحديث. قال: وسفيان الثوري فوقه في كل شئ.
قال الشافعي: قال محمد بن الحسن (2): أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه أكثر من سبع مئة حديث، فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلا منزله، وإذا حدث عن غيره من الكوفيين، لم يجئه إلا اليسير.
قال ابن أبي عمر العدني: سمعت الشافعي يقول: مالك معلمي، وعنه أخذت العلم.
وعن الشافعي قال: كان مالك إذا شك في حديث، طرحه كله.
أبو عمر بن عبد البر: حدثنا قاسم بن محمد، حدثنا خالد بن سعد،

(1) الخبر في " ترتيب المدارك " 1 / 141، بلفظ: " لولا أن الله استنقذنا بمالك والليث لضللنا ".
(2) هو الامام المجتهد، صاحب التصانيف السائرة في الفقه والحديث، صاحب أبي حنيفة وتلميذه، وراوي " الموطأ " عن الامام مالك، وقد سمعه منه كله، وضمنه زيادات كثيرة، ليست في غيره من الموطآت التي رواها غيره من الأئمة عن مالك، ولمحمد فيه اجتهادات كثيرة، خالف فيها مالكا وأبا حنيفة وأصحابه، يعبر عنها بقوله: وبه نأخذ، وعليه الفتوى، وبه يفتى، وعليه الاعتماد، وعليه عمل الأمة، وهذا الصحيح، وهو الأشهر، ونحو ذلك، وهو يعد بحق مصدرا من المصادر الأصلية الوثيقة لفقه أهل المدينة والعراق، انظر " مقدمة اللكنوي " لشرح " الموطأ " وسترد ترجمة محمد بن الحسن في الجزء التاسع من هذا الكتاب.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»