سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٧٢
في كتبي؟ قلت: لا، قال: لو كان ثقة لرأيته في كتبي.
فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة. ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه، وهو عنده ثقة، أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال، رحمه الله.
ابن البرقي: حدثنا عثمان بن كنانة، عن مالك، قال: ربما جلس إلينا الشيخ، فيحدث جل نهاره، ما نأخذ عنه حديثا واحدا، وما بنا أن نتهمه، ولكن لم يكن من أهل الحديث.
إسماعيل القاضي: حدثنا عتيق بن يعقوب، سمعت مالكا يقول:
حدثنا ابن شهاب ببضعة وأربعين حديثا، ثم قال: أعدها علي، فأعدت عليه منها أربعين حديثا.
وقال نصر بن علي: حدثنا حسين بن عروة، عن مالك، قال: قدم علينا الزهري، فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا بنيف وأربعين حديثا، ثم أتيناه من الغد، فقال: انظروا كتابا حتى أحدثكم منه، أرأيتم ما حدثتكم به أمس، أيش في أيديكم منه؟ فقال ربيعة: ها هنا من يرد عليك ما حدثت به أمس (1). قال: ومن هو؟ قال: ابن أبي عامر. قال: هات، فسرد له أربعين حديثا منها، فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري.

(1) في الأصل: أنس وهو تصحيف، والتصويب من " تهذيب الكمال " و " تذهيب التهذيب " للمؤلف.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»